العطش يخنق الحسكة.. لليوم العاشر .. تركيا تقطع المياه عن مليون مدني في الحسكة السورية

حرير – تركيا تقطع المياه لليوم العاشر على التوالي عن مليون إنسان في محافظة الحسكة السوريّة و”العطش يخنق الحسكة” وسم يتصدّر مواقع التواصل.. روسيا تُفاوض الأتراك لإعادة المياه وحكومة سوريا تنقل الماء بالصهاريج إلى المحافظة والمندوب السوري يُطالب الأمين العام للأمم المتحدة التدخّل لوقف الكارثة

عشرة أيّام مرّت ومحافظة الحسكة التي يقطنها أكثر من مليون مواطن سوري بدون ماء بعدما قطعت تركيا الماء عن مضخة مياه الشرب في محطة علوك، في ريف الحسكة، وبالتالي عن كامل المحافظة الواقعة شمال شرق سورية في عملية عقاب جماعي غير إنسانية وغير أخلاقية تهدف للضغط على السكان الذين يقطنون في مناطق سيطرة القوات الكردية وهو ما أفضى خلال الأيام الماضية إلى كارثة في المدينة وأريافها.

وتصاعدت المناشدات من داخل المدينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وطالب نشطاء من المحافظة من كافة وسائل الأعلام المهنية والإنسانية وكافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الأنسان والمجتمع الدولي الضغط على أنقرة لوقف معاقبة المدينة من خلال قطع المياه عنها لما لذلك من آثار كارثية على السكان المدنيين.

وانتشرت عبر منصّات التواصل الاجتماعي في سورية أوسع حملة تضامن مع أهالي الحسكة وتصدّر هاشتاغ “العطش يخنق الحسكة” مواقع التواصل.

وبالتوازي تتحدّث مصادر مطّلعة على مجريات الأزمة أن الجانب الروسي بدأ مفاوضات مع أنقرة لإعادة مياه الشرب للمحافظة ولكن دون أن يظهر حتى الآن أي تقدّم في مسار التفاوض.

وتقوم الحكومة السورية بمحاولات نقل مياه بشكل عاجل عبر الصهاريج إلى سكان المحافظة بالرغم من أن قسما كبيرا منها يقع تحت سيطرة قوات “قسد” والفصائل الكردية المناوئة للحكومة السورية.

ويبدو أن تركيا أقدمت على قطع المياه من المصدر الوحيد الذي يغذّي أهالي المحافظة كردٍّ على قطع الإدارة الذاتية الكردية المسيطرة على أجزاء من محافظة الحسكة للكهرباء عن منطقة رأس العين وتل أبيض اللتان تقعا تحت سيطرة القوات التركيّة في الشمال.

في المقابل تبرّر الإدارة الكردية قطع الكهرباء بتخفيض الجانب التركي الوارد المائي من محطة علوك إلى أقل من 10% من طاقتها الفعلية، واقتصاد الضخ على مضخة واحدة من أصل 10، ويحاول سكان الحسكة حفر الآبار كبديل عن تحكّم أنقرة بماء الشرب، إلا أنّ مياه تلك الآبار حسب السكان ليست صالحة للشرب بسبب ملوحتها وتلوّثها بمياه الصرف الصحي.

من جانبه دعا مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، المنظمة الدولية للتدخّل لإنهاء مُعاناة سكان مدينة الحسكة السورية جرّاء قيام السلطات التركية بقطع مياه الشرب.

وفي اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أطلعه الجعفري على الوضع المأساوي في مدينة الحسكة وضواحيها جرّاء قطع “النظام التركي” لمياه الشرب عن محطّة علوك والآبار المغذية لها.

وأكّد مندوب سوريا الدائم أن هذا السلوك العدواني التركي يُشكّل “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”، مضيفا أن الوضع الناجم عن هذه الجريمة لا يُحتمل، لا سيما في ظل المناخ الحار وخطر انتشار جائحة كورونا، وطالب الجعفري الأمين العام التدخّل بشكل فوري و”بذل مساعيه الحميدة لوقف هذه الجريمة”.

مقالات ذات صلة