تقرير إخباري: رئيسان يتنازعان السلطة.. ماذا يجري في فنزويلا ؟

حرير ـ حذرت صحيفة الغارديان البريطانية من أن أي تدخل عسكري خارجي في فنزويلا إثر إعلان القيادي المعارض خوان غوايدو نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد، سيؤدي إلى دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح.

وقالت إن تدخلا من هذا القبيل قد يجر الولايات المتحدة إلى احتلال فوضوي طويل الأمد، والانخراط في عملية إعادة إعمار غير مرغوب فيها بتلك الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وأشارت الصحيفة في تقرير لمراسلها في أميركا الجنوبية إلى أن الولايات المتحدة ودولا أخرى سارعت إلى الاعتراف بخوان غوايدو، لكنها أكدت أن الطريق إلى إزاحة الزعيم اليساري للبلاد نيكولاس مادورو عن السلطة غير واضح المعالم.

وكان غوايدو -وهو رئيس البرلمان الفنزويلي الخاضع لسيطرة المعارضة- نصَّب نفسه أمس الأربعاء رئيسا بالوكالة، وأدى القسم على ذلك خلال مظاهرة حاشدة للمعارضة في العاصمة كراكاس.
ونسبت غارديان إلى مسؤول أميركي كبير -لم تذكر اسمه- أن هذا التحرك يعني أن “مادورو وأتباعه” مطالبون الآن بإدراك أنه لم يعد لهم مستقبل، وليس أمامهم خيار سوى قبول “انتقال سلمي” للسلطة و”الخروج” من البلاد.

عدم يقين

وبينما بدأ الناس يستوعبون ما جرى، قال خبراء في الشأن الفنزويلي إنهم غير متيقنين من التأثير الفوري المحتمل لتطورات الأحداث، وكيف سيكون رد فعل مادورو عليها.

واعتبر إيريك فارنسويرث -وهو دبلوماسي أميركي سابق ونائب رئيس مجلس الأميركيتين- تحرك غوايدو واعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب السريع به، “نقطة انعطاف واضحة” قد تثبت أنها “نقطة التحول” لنظام مادورو الذي يعاني من وطأة الضغوط.

وأعرب فارنسويرث عن اعتقاده بأنه لا يمكن الجزم بأن مادورو في طريقه للمغادرة، لكنه اعتبر أن ما حدث أمس هو “أكبر تهديد” يتعرض له. لكنه يعتقد أيضا أنها لحظة محفوفة بالمخاطر للنظام والدولة نفسها على حد سواء. وحذر من أن مادورو لن يرضخ لهذا التحول، بل سيتعين عليه أن يرد بطريقة ما.

ووفقا لغارديان، لم يهدر مادورو الوقت وشن هجومه، حيث أعلن من شرفة القصر الرئاسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، ومنح أفراد بعثتها 72 ساعة لمغادرة البلاد. وبمعزل عن قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، يتوقع الكثيرون أن يأمر مادورو باعتقال غوايدو أو غيره من زعماء المعارضة.

وقال فارنسويرث إن مادورو قد يدفع القناصة لتصويب نيران أسلحتهم نحو الحشود الجماهيرية في محاولة لتخويفهم لكي يعودوا إلى منازلهم. وإذا ما حدث ذلك -برأي الصحيفة البريطانية- فسوف تضطر الولايات المتحدة والمجتمع الدوليللرد.

خيارات واشنطن

وكشف المسؤول الأميركي الكبير أن بلاده لديها “مجموعة من الخيارات” في حالة حدوث مثل هذه الحملة، قائلا إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.

وترى غارديان أن تشديد العقوبات النفطية في مسعى لخنق نظام مادورو اقتصاديا سيكون الإجراء الأكثر ترجيحا. ومن جهته قال المسؤول الأميركي في نبرة تنطوي على تحذير “نحن لم نتقدم بعد” نحو تصعيد العقوبات.

غير أن ديفد سميلد، الخبير الفنزويلي في مكتب مجموعة أميركا اللاتينية للمحاماة بواشنطن، يعتقد أن الولايات المتحدة لا تملك سوى بعض الخيارات القليلة الجيدة في حال لجأ مادورو للعنف أو القمع السياسي.

وقد تؤدي العقوبات الاقتصادية المتزايدة إلى تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية الحادة أصلا التي تقول الأمم المتحدة إنها تسببت في أكبر أزمة هجرة في تاريخ أميركا اللاتينية الحديث.

وفي معرض تعليقه على احتمال تدخل الولايات المتحدة عسكريا في فنزويلا، رد سميلد بالقول “انظروا إلى الصومال، وإلى أفغانستان والعراق. ففي كل تلك الدول كان من المفترض أن تكون العمليات العسكرية قصيرة الأجل، لكنها أفضت في نهاية المطاف إلى خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية”.

وقال فارنسويرث إنه يتوقع حدوث اضطرابات قادمة، وحذر من انهيار محتمل للسلطة المدنية و”فوضى على أرض الواقع” في وقت ما.

ووصف ذلك بأنه “هام للغاية إذ يُنذر بأوقات شديدة التقلب وأيام وأسابيع حبلى بالغموض”.

مقالات ذات صلة