فيلم الحارة…. حارتنا بلا قيم

حاتم الكسواني

بعيدا عن كل الملاحظات  التي سيقت حول الفيلم الأردني  “الحارة ” فإن هذا الفيلم  صور لنا حارتنا الأردنية حارة بلا قيم ؛ فكل أفرادها فاسدون قتلة ابناء ليل ، ميكافليون ، ” الغاية عندهم تبرر الوسيلة .

هذا الفيلم يظلم حارتنا التي لا أعتقد بانها إنحدرت إلى هذا المستوى المتدني من القيم والأخلاق ،.

إننا نسلم بان الحارة التي كان الفرد فيها إبنا لكل بيت ، ورب الأسرة فيها مربٕ لكل ابن قد فقدت بعضا من صورها وقيمها  الجميلة ولكن ليس للحد الذي تسود فيه كل الصور الشائهة التي زينها هذا الفيلم بنظر النشأ دون ان يدري  او ” يدري “.

ويصور هذا الفيلم حارتنا حارةً يغيب الأمن عنها فيحصل فيها أكثر من جريمة قتل بطريقة شيكاغوية دون ان يظهر فيها رجل أمن واحد يحقق بجرائم القتل هذه ، بل ان حبكة الفيلم المكتوب على طريقة افلام الجريمة الآمريكية يستمر فيه القتلة بممارسة حياتهم اليومية دون ان يصيبهم اي عقاب … وحتى الحلاق صديق علي الشخص الإيجابي الذي يسعى لتنظيف صورة صديقه يتحلى بسقوط أخلاق الحارة عندما يقوم  بقتل عباس ظنا منه أنه قاتل صديقه علي  .

اذن يصر الفيلم ان يعسف بأي جميل من ملامح صورة حارتنا مخالفا دور السينما في المجتمعات النامية التي لابد لها ان تزرع وتبني  القيم الإيجابية في نفوس أفرادها   ، وان تبرز الصور الإيجابية التي تتحلى  بها  ، تماما كما كانت  تفعل السينما المصرية ” سينما ثورة 23 يوليو ”  التي رسمت  صور التعاضد والتكافل بين أبناء الحارة “الحتة ” في الوقوف امام قوى الشر فيها ، او عندما رسمت صورة  الحب فيها بإيجابية ” في كل حي ولد عترة صبية حنان ” .

واعود للقول بان بعض القيم والسلوكيات  السلبية قد ظهرت في حاراتنا بسبب الفقر وغياب المتابعة الأسرية وانفلات وسائل التواصل الإجتماعي  والإكتظاظ السكاني  وانتشار حالات التعاطي وما تسببه من صور جريمة لم نعتادها  ،إلا ان واجب الفن السينمائي والفنون الأخرى يكون  بمواجهتها لا تزيينها بنجاة كل الجناة و عدم وجود شخصيات إيجابية تضعها في ميزان الصراع بين الخير والشر  .

ويبقى هذا رأينا الذي تساهم فيه الآراء الأخرى التي قامت بتقييم هذا الفيلم .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة