مخطط استيطاني لتغيير معالم «الشيخ جرّاح» و«باب العامود»

حرير _  كشف تقرير صادر عن محافظة القدس حجم الانتهاكات الاسرائيلية فيما يتعلق بقضية التهجير القسري لسكان منازل حيّ الشيخ جراح.
ووفق التقرير، فان محاكم الاحتلال اتخذت عدة قرارات منها في 19 حزيران الماضي حددت موعد الاستئناف في قضية تهجير أربع عائلات في حَيَّ الشيخ جرّاح، وهي: (الكرد والقاسم والجاعوني واسكافي) في الثاني من آب المقبل لدى ما يسمى بالمحكمة العليا للاحتلال، وفي 7 حزيران رفض ما يُسمى بالمستشار القضائي لحكومة الاحتلال، التدخل في قضية حَيّ الشيخ جرّاح، تاركًا القرار للمحكمة العليا، ما يضع أهالي الحَيّ الذين يزيد عددهم عن 500 فرد ضمن 28 عائلة أمام خطر التهجير الفعلي.
وافاد التقرير الذي حصلت «الدستور» على نسخة منه انه في ظل استمرار استهداف الاحتلال للعمل الإعلامي في المدينة المقدسة، جدّد ما يسمى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي للمرة الرابعة على التوالي قرارًا يمنع بموجبه عمل تلفزيون فلسطين في القدس المحتلة، كما وهدد الاحتلال الشركات الإعلامية التي تقدم الخدمات الإعلامية بعدم العمل لصالح تلفزيون فلسطين بأي وسيلة كانت، واعتدت قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر حزيران عدة مرات على طاقم التلفزيون خلال أدائهم عملهم في العاصمة المحتلة، مما تسبب بإصابة عددٍ من المراسلين من طاقم التلفزيون. كما تم الاعتداء على مجموعة من الصحفيين الذين يعملون ضمن فضائيات مختلفة من ضرب واعتقال وتنكيل خلال قيامهم بعملهم المهني في مناطق مختلفة من القدس ورفضًا لإخلاء عائلات حَيَّ الشيخ جرّاح وبطن الهوى وسلوان، ودفاعًا عن المسجد الأقصى.
واستمرت قوات الاحتلال، وفق ذات التقرير، في قمعها للوقفات التضامنية والفعاليات التي ينفذها أهالي حَيَّ الشيخ جرّاح وأهالي بلدة سلوان ضد سياسة التهجير والهدم الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضدّهم. كما واعتدت على وقفات تضامنية سلمية في منطقة باب العامود نصرة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقمعت عدة وقفات تضامنية وفعاليات في بلدة أبو ديس للمطالبة بالإفراج عن جثمان الشهيدة مي عفانة.
كما ومنعت إقامة عدة فعاليات مجتمعية، ففي 13 حزيران، منعت شرطة الاحتلال إقامة البازار الشعبي الذي كان من المقرر إقامته في حديقة بلدة بيت حنينا، وفي 23 حزيران، ابلغت سلطات الاحتلال جمعية برج اللقلق المجتمعي قرارًا بإلغاء ماراثون «قريتنا» والذي كان من المقرر تنفيذه في بلدتي لفتا وقالونيا المهجرتين، مهددة بإغلاق الجمعية في حال تم تنفيذه.
وكشف التقرير عن إعلان سلطات الاحتلال عن ثلاثة مشاريع استيطانية في مدينة القدس، ففي الأول من حزيران، أعلنت سلطات الاحتلال عن مشروع إنشاء حَيّ استيطاني على أراضي قرية لِفتا المهجّرة عام 1948، ويشمل المخطط بناء 268 وحدة استيطانية على أراضيها، بالإضافة لكنيس يهودي وفندق ومتحف ومركز تجاري. وفي 3 حزيران أعلنت سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني يهدف لتغيير معالم حيّ الشيخ جرّاح ومنطقة باب العامود بالقدس، وتحويلها من «مركز صراع» إلى «مركز ترفيهي نابض بالحياة»، على حدّ تعبيرها، وذلك عن طريق تجديد معماري شامل بتكلفة «70 مليون شيقل». كما كشف التقرير انه في 7 حزيران، تم الإعلان عن مخطط لإقامة جسر ضخم جديد في باب المغاربة المؤدّي للمسجد الأقصى المبارك، وإزالة الجسر الخشبي المُخصص لاقتحامات المستوطنين المُتطرفين.
وجاء في التقرير، ان المحافظة رصدت عددًا من الانتهاكات تركزت حول الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك والاعتقالات وعمليات الهدم وقرارات الإبعاد والتهجير والاعتداء على الصحفيين وإصابة العديد من المواطنين وارتقاء شهيدة.
وجاء في التقرير، انه وسط مزيد من الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني والتي كان أبرزها في 16 حزيران، حين أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ميدانياً الشابة د. مي خالد يوسف عفانة (29 عاماً) من بلدة أبو ديس، بعد إطلاق الرصاص الحي باتجاهها عند مدخل بلدة حزما، إذ سلكت بالخطأ شارعاً «استيطانيا» شرع الاحتلال بشقه، ما أدى إلى ارتقائها شهيدة، وكما لم تسلم الشهيدة من بطش الاحتلال حية فلم تسلم منه متوفيه أيضاً فما تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمانها إلى جانب عشرات من الجثامين المحتجزة سابقاً. وعلى صعيد عمليات الهدم، بين التقرير ان بلدية الاحتلال قامت بتنفيذ 13 عملية هدم خلال شهر حزيران، 9 منها نفذتها آليات الاحتلال، و4 عمليات أخرى جاءت هدمًا قسريًا ذاتيًا. وطالت عمليات الهدم التي نفذتها طواقم الاحتلال؛ منزلين إحداها في حَيَّ سويح من رأس العامود والآخر في بلدة العيسوية، ومنشأة تجارية في حَيَّ البستان ببلدة سلوان، وعددًا من المنشآت التجارية في بلدة حزما، و3 غرف زراعية في بلدة العيسوية، ومسكنين في بلدة مخماس، وإسطبلًا للخيول في بلدة بيت صفافا، ومغارة في بلدة العيسوية، وخيمة الاعتصام في حَيَّ بطن الهوى ببلدة سلوان، وبركسًا في بلدة صور باهر. كما وأجبرت أربعة مواطنين على تنفيذ عمليات هدم قسري طالت 6 شقق سكنية.
ونفذت جرافات الاحتلال عمليات تجريف في كل من بلدة العيسوية، الى جانب تجريف في بلدة حزما بهدف شق طريق استيطاني جديد يمتد كيلو متر بعرض 16 متراً من أراضي البلدة. بالإضافة لذلك، اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال عدة أحياء في مدينة القدس، من بينها (حي البستان، وبلدة جبل المكبر، وحي راس العامود) وسلمت عدداً من الأهالي بلاغات لمراجعة بلدية الاحتلال بحجة البناء غير المرخص.
أمّا فيما يتعلق بالإصابات الناتجة عن استعمال القوة المفرطة ضد المقدسيين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، فقد رصدت المحافظة تسجيل نحو 425 إصابة بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، ونقل على إثرها العشرات من المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، كما وتم تسجيل مئات الإصابات بحالات الاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع. واستهدفت قوات الاحتلال خلال شهر حزيران خمس سيارات إسعاف خلال تواجدها في مناطق الاحتكاكات لتقديم الإسعافات للمصابين، واستهدفت أيضًا الطواقم الصحفية المتواجدة لتغطية وتوثيق الأحداث. كما استخدمت مركبات المياه العادة ضد المواطنين والممتلكات. أما فيما يتعلق بالاعتقالات، فتم رصد اعتقال قوات الاحتلال 323 مواطناً مقدسياً من بينهم 24 سيدة.
كما أصدرت سلطات الاحتلال 46 قرارًا بالإبعاد في مدينة القدس، من بينها 5 قرارات بحق سيدات، وجاء نحو 17 قرار منها بالإبعاد عن المسجد الأقصى، و15 قرارًا بالإبعاد عن حَيَّ الشيخ جرّاح، و9 قرارات بالإبعاد عن البلدة القديمة، و9 قرارات بالإبعاد عن باب العامود و4 قرارات بالإبعاد عن بلدة سلوان، وتراوحت فترات الإبعاد ما بين أسبوعين إلى ستة أشهر. كما جددت سلطات الاحتلال قرارًا بالإبعاد بحق أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور عن الضفة الغربية لمدة ستة أشهر.
وعلى صعيد الاقتحامات والمداهمات اليومية التي تعرض لها المسجد الأقصى المُبارك خلال حزيران، فقد اقتحم 3010 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى المُبارك، بمساندة من قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية في أرجائه، وتخلل فترات الاقتحام منع الأهالي والمصلين من دخول المسجد.

الدستور.

مقالات ذات صلة