أبنية الزرقاء القديمة.. انهيارات تحصد مزيداً من الأرواح

حرير _ شهدت الزرقاء كارثة جديدة بسبب المنازل القديمة التي بنيت على عجل بعد نكسة 48، وتسبب انهيار سقف احد المحلات التجارية في مخيم خطين، السبت الماضي، بوفاة شخص واصابة ثلاثة آخرين بجروح.

وعلى الرغم من هدم عشرات الأبنية وسط المدينة، بنيت على النظام القديم الذي كان يستخدم فيه التبن والتراب والطرق التقليدية، الا ان العديد من المساكن والمحلات ما زالت مهددة بالانهيار في اي لحظة، وانهيار السبت لم يكن الاول لبناء قائم ولن يكون الاخير.

في العام الماضي انهارت عمارة سكنية في منطقة الغويرية بعد ان أحدث مالكها تغييرات وتصليحات في هيكلها، وقتلت خمسة أشخاص وجرحت عشرة.

واعلنت مديرية الدفاع المدني انها تعاملت مع حادث سقوط سدة داخل احد المحلات التجارية في مخيم حطين، نتج عنه وفاة وثلاث اصابات، مشيرة إلى تقدیم الإسعافات الأولیة اللازمة للمصابين ونقلهم وإخلاء الوفاة إلى مستشفى الأمیر فیصل الحكومي وحالة المصابین العامة متوسطة.

وبين رئيس بلدية الزرقاء المهندس عماد المومني ان مشكلة الابنية القديمة معقدة تعاني منها محافظة الزرقاء، مشيرا الى ان كثيراً من الابنية اقيمت في خمسينيات القرن الماضي دون ان يكون هناك اي نوع من الصيانة لها، لافتا إلى أنها نفذت بطريقة مخالفة للمواصفات اضافة الى ان المواد الداخلة في بنائها غير مطابقة.

وقال إن هذه مشكلة وطنية كبيرة ولا بد من تضافر جهود الجهات كافة لوقف إزهاق الارواح وموت الابرياء، مشيرا إلى ضرورة مشاركة اكثر من جهة في حل المشكلة.

ولفت إلى ان البلدية تحتاج الى لجنة وطنية لاجراء مسوحات ومعرفة عدد الابنية المعرضة للانهيار واخلاء المتوقع انهياره منها، مقترحا ان تكون من البلديات ونقابة المهندسين ولجنة السلامة العامة في المحافظة.

وقال ان المشكلة تكمن في ان معظم من يسكنون الابنية من الفقراء الذين لا يستطيعون اجراء الترميم اللازم، مؤكدا ان العديد من الابنية وسط الزرقاء قديمة وتحتاج الى اعادة تأهيل، وان البلدية لها دور في تحديدها، وهل تشكل خطورة على السلامة العامة اما لا.

واكد اهمية الحفاظ على ابنية قديمة في المدينة اعطتها طابعها المعماري، والحفاظ عليها ودعمها من خلال اعادة تأهيلها وتقويتها من خلال المقاطع الانشائية.

وبين انه تم انشاء الابنية بغياب المواصفات الهندسية من قبل مقاولين شعبيين غير مصنفين، والمواد المستخدمة من نواتج الكسارات والمحاجر القريبة، والحصمة معظم اصولها يعود إلى الحجر الجيري الطري، والخرسانة كانت تخلط بطريقة يدوية مما يضطرهم لزيادة كمية المياه التي تؤثر سلباً على قوة «الكسر» وبالتالي فهي ساقطة مخبرياً، والحديد المستعمل هو الاملس المنخفض الشد مما يضعف تماسك الخرسانة الرديئة اصلا ويضاعف هذا الانفصال تسرب المياه والرطوبة لغياب العزل المائي.

وقال إن النظام الانشائي المستخدم في الابنية القديمة هو البناء الهيكلي اي ان تصريف الحمولة من السقف الى الجسور الى الاعمدة الى القواعد واخيرا الى التربة.

وطالب باحياء توصيات اللجنة الملكية لتطوير الاحياء القديمة ومنها احياء الغويرية وجناعة، واوصت باستحداث شوارع واسعة واستملاكات وتعويض الاهالي باراض وابنية في مدينة الشرق واراضي المعسكرات وهذا هو الحل الجذري مما سيجعل الغويرية وجناعة منطقتين خاليتين من الازمات المرورية.

واكد أهمية اعادة تقييم وتأهيل المباني من لجنة من مجلس البناء الاردني ونقابة المهندسين الاردنيين ونقابة المقاولين والبلدية والسلامة العامة في المحافظة والعمل على كل ما من شأنه حماية الارواح، مطالبا المكاتب الهندسية التوقف عن اصدار شهادات المطابقة.

وكانت محكمة بداية الزرقاء شهدت تسجيل عشرات قضايا الاخلاء بحق تجار وسكان من وسط المدينة حيث حكمت المحاكم باخلاء الكثير من الابنية.

مقالات ذات صلة