هذه الجملة صحيح أنها أكثر جملة أسمعها من (أُم وطن)..ولكنها أيضاً أكثر جملة أسمعها من الناس الآخرين؛ خصوصاً عندما يتعلق الأمر بطلب ..كلّ المسؤولين يكررون (قصة الشوية)..وأنا لا يوجد بيني وبين (الشوية) أية مشكلة فهي (بنت حلال) ومكياجها خفيف وتدخل قلبك من أول حرف و تعطيك انطباعاً أنك (مش منسي) وجايك الدور قريباً..!
ولكنّ مشكلتي مع (أصحاب الشوية) نفسها..مع تعريفهم لها..مع عدم تحديد مقدارها..فأنا أعرف مسؤولاً كبيراً قال لي قبل سنوات بالتلفون: شوية وبرجعلك..وللآن لم تنتهِ الشوية الخاصة به..! بينما كثير من الحكومات التي صحوتُ عليها حين دعتني للصبر شوية؛ عادت إليّ بشوية قوانين..وشوية أسعار..وشوية عين حمرا..وشوية تطنيش..وشوية شوية من الشويّات اللي عندها..!
كلمة شوية لا تختصّ بالزمن فقط ولا هي وحدة قياس للحجم ..هي عذاب يومي لا حدود له مع كل من يطالبك بالصبر شوية..أو أن تدفع شوية..أو أن تحترم حالك شوية أو أن تغض الطرف شوية..أو أن تعرف تسكت شوية..أو أن تريّحنا منك شوية..!
الشوية صارت عندي هي أن تستقبل كل خوازيق الكون شوية شوية وببطء شديد كي تتأقلم مع عالم يطالبك بالشوية كي يفعل بكل الكثير الخالي من الشوية..!
