لا لرجم الباصات !!!!

حرير – في الوقت الذي تعاني قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والعقار من التراجع والركود تشهد السياحة بعضا من الازدهار الذي يبعث على الأمل في تطور هذا القطاع و ارتفاع معدل مساهمته في الناتج القومي الأردني ، إلى جانب الأسعار والأمن والمناخ وخدمات الضيافة..

يشكل النقل أحد أهم المرتكزات الضرورية لتحقيق عناصر الجذب والراحة الملايين الضيوف و السياح الذين يؤمون المواقع السياحية على امتداد الفضاء السياحي الأردني اليوم وخارج قواعد اللياقة والمنافسة تتعرض باصات جت السياحية للرجم بالحجارة أثناء مرورها و تنقلها بين المواقع والمقاصد السياحية والمراكز الحضرية في جنوب المملكة ، الاعتداءات المتكررة على باصات الشركة الأولى في النقل البري للركاب و السياح اعتداء على اقتصاد البلاد وسمعة الشركة وسلامة وأمن الركاب وقيم الأهالي التي حافظوا عليها وتوارثوها جيلا بعد جيل ، في الجنوب كما في سائر مدن وأرياف ومخيمات وبوادي الأردن يحرص الجميع على الترحيب بضيوفهم وحمايتهم وإكرامهم .

فالضيف يتقدم على أهل البيت . يقدم له أفضل الطعام ويجلس في أفضل أركان البيت حيث يتولى من حل عليه الضيف رعايته وخدمته وحمايته من ملقاه إلى ممشاه في معان حافظ الأهالي على تقاليد خدمة الحجاج والمعتمرين وكل من يمر على ربوعها فعلى مدار العام يقدم الطعام و الشراب للمارة في البيوت والصالات التي أقيمت هذه الضيافة فلا أحد يتردد في أن يسهم في إسعاد من يمر بمعان أو يستقر فيها . هؤلاء الكرام لا يقبلون أن يعتدي على ضيوفهم ولا يحتملون استمرار مثل هذه الأفعال أيا كان مرتكبوها .

الاعتداءات المتكررة غير معروفة المصدر ومجهولة . الدوافع والغايات لكنها تشكل خطرا كبيرا على حاضر ومستقبل السياحة و على أمن واستقرار البلاد و مفهوم النظام وسيادة القانون ، استمرار الصاق التهمة بأطفال عابثين تبرير لا يقبله العقل ولا يقره المنطق . ارتكاب مثل هذه الأفعال تحت جنح الظلام وفي أماكن وظروف متباعدة ومختلفة سلوك يحمل بصمات فاعلين محترفين ومقاصد مدروسة للاساءة إلى اهلنا في الجنوب و للنيل من سمعة الشركة ونجاحاتها في تقديم خدمات توعية زبائنها ۔

وقوع هذه الحوادث على أطراف مدينة معان وبلدة وادي موسى والعقبة لا يعني أن الأهالي المدن والبلدات علاقة بها فالمناطق الجنوبية كانت ولا تزال الأكثر تعطشا للسياحة والأشد ترحيبا بها فقد عانت جميعها من البطالة والفقر وتوقف او تراجع الحركة السياحية وأدركوا تأثير كل هذه العوامل على فرص العمل المتوفرة والمتاحة لهم .

انزعاج الاهالي في هذه البلدات والمواقع لا يقل بحال من الاحوال عن مستوى انزعاج وقلق الشركة والأجهزة الأمنية في حديث مع بعض من تابعوا وقوع هذه الحوادث وحاولوا حل لغز ارتكابها إشارات إلى امكانية استهداف الشركة من قبل بعض الجهات التي ترى أن لها مصلحة في اعاقة تقدم الشركة و التيل من سمعتها ، استمرار وقوع مثل هذه الحوادث خطر على الاقتصاد والسياحة والأمن والقيم التي ظلت تحكم الادارة وتوجه المنافسة خطورة هذه الممارسات وأثارها المتوقعة على علاقاتنا وامتنا ومسيرة مجتمعنا واستقراره تتطلب منا جميعا العمل على كشف من يقوم بهذه الأعمال ويرعى المنفذين لها . في اكتشاف ذلك لأن فيه درءا للأخطار ووقفا للتهديد و اشاعة الأمن وتشجيعا للسياحة منذ سنوات أسس الأردن ادارة متخصصة للسياحة وضع فيها من الكوادر و الموارد ها يكفي لحماية المواقع وتحقيق الأمن لزوار الأردن والقائمين على خدمة السياحة وتطوير خدماتها ، لغز الاعتداء على أسطول نقل الركاب المتطور بحاجة إلى تفكيك بسرعة حتى لا تتحول الحوادث التي شهدناها إلى انماط وظواهر يصعب التخلص منها ولكي لا تنتقل العدوى إلى قطاعات أخرى.

مقالات ذات صلة