أخبار الإفلاس … أحمد حسن الزعبي

أجواء غريبة لم أشهدها من قبل، كميات مرعبة من المعلومات والأخبار والرسائل والوثائق تصل الينا كل يوم دون أن نسعى إليها،طبعاً المتلقّي لا يملك إلا عقله لتمحيص وفلترة الصحيح منها وترك المبالغات، لكن في المحصلة هذه المعلومات تصل للجميع وتترك انطباعات وتراكمات سلبية ، ولا توجد قوة “أخت أختها” تستطيع إيقافها أو حجبها أو معرفة مصدرها..
قبل يومين تم تداول على نطاق واسع إفلاس شركات وهروب رجال أعمال وتعثر مؤسسات كبيرة جداً، طبعاً ليس كل ما ورد صحيح، لكن ليس كل ما ورد هو غير صحيح أيضاَ..بعض الأسماء والمؤسسات فعلاً أعلنت إفلاسها أو تصفية أعمالها..وان لم تفعل فهي ليست على ما يرام ولم تعد بخير وستقوم بهذه الخطوة الحتمية خلال شهور قادمة..

يكذب على نفسه وعلى وطنه من يقول أننا في تحسن وقد اقتربنا من تجاوز أزمتنا، هذا كلام يعاد تدويره في المكاتب الرسمية ، وبين أنفاس الطاقم الحكومي نفسه..الوضع الاقتصادي خطير ومرعب جداً، تجار كبار ومحلات تجارية عمرها من عمر الدولة تقريباً..تعاني وتصرخ ، ما زالوا يفتحون أبوابهم ليأكلوا من رأس مالهم لسدّ نفقاتهم ليس إلا، المبيعات اليومية لم تعد تغطي المصروفات الجارية..وهذا حال الكثير من تجار المملكة..أحدهم فتح الصندوق أمامي آخر النهار كان قد باع بثمانية دنانير فقط لا غير…كم يشكل ربحه من الثمانية دنانير؟؟ وكم ستسد الدنانير الثمانية من إيجار المحل وكهرباء المصلحة وتدفئتها ومصروفه الشخصي؟؟..
الأسبوع الماضي مشيت في شارع الحصن – اربد، لم أدخل محلاً واحداً الا وقال لي صاحبه بحرقة أنا أقوم بالتصفية ،الجلوس في البيت أهون من الخسارات المتراكمة ،ما ينطبق على اربد ينطبق على شارع مكة وشارع الجاردنز والمدينة المنورة، فقط مروا بأرجلكم بين المحلات و شاهدوا المكتوب على البنايات او على زجاج المتاجر ..”للبيع” ،”للتصفية”، “للبيع بدون خلو”..طيب إذا ذبح المستهلك وذبح التاجر معاً.. ماذا بقي من تصحيحكم الاقتصادي؟؟..كم سيحتمل هذا الوضع ؟؟..ومن الذي أوصل 170 الف مواطن للتنفيذ القضائي بسبب الشيكات بدون رصيد؟؟..
من يريد أن يكون صادقاً مع نفسه وصادقاً مع وطنه عليه أن يتكلّم بصوت مرتفع “الوضع مش تمام”..والتفاؤل دون أدوات حقيقية تدعو إليه ..هو هبل أو خيانة ولا فرق بينهما إذا قادا إلى نفس المصير..يجب الركض في الحلول لإنقاذ البلد..الدول الواعية في حالات الركود…تخفض وتلغي الضرائب لا تزيدها كي تحرك السوق..
ترى من يعنيه الوطن؟؟

مقالات ذات صلة