«المبتكرين الصغار»: مساحة تعليمية تتيح للأطفال البحث وتنمية التفكير الناقد

تعزيزاً لمهارات التفكير الأطفال واليافعين وخصوصا التفكير الناقد، والبحث العلمي، ولتشجيع الفضول عند الأطفال واحتوائه، وبرعاية وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس مثنى الغرايبة نظمت دائرة التعليم والعلوم في مؤسسة عبد الحميد شومان برنامج مختبر المبتكرين الصغار، تم من خلاله  تقديم عرض مميز وممتع لنتاج أفكار مشاريع علمية عمل عليها أطفال قاموا برحلة تمثلت بورشات علمية وعملية متخصصة وظفت فيها التجارب والمشاريع لتنمية قدرات المشاركين على البحث والتحليل.
وأقيم المعرض في مدارس الكلية العلمية الاسلامية بجبل عمان، برعاية المهندس الغرايبة الذي أعرب عن اعتزازه وفخره بهذه المشاريع المبتكرة، مؤكدا أهمية الدور الكبير الذي تعطيه مؤسسة شومان للجوانب العلمية والثقافية.
تراوحت أعمار الأطفال المشاركين في المخيم بين 10-13 عاماً، حيث عمدت المؤسسة على توفير مناخ علمي وعملي لتنمية الفكر لديهم وتعريضهم لمجموعة من المواقف التي بدروها تنمي قدراتهم وبالتالي اختيار الحلول الأنسب للمشاكل التي تواجههم، فيما شارك المبتكرون في إنتاج 11 مشروعا علميا بإشراف 12 مشرفاً ومشرفة، وخاضوا مراحل عدة تتراوح ما بين تدريبات علمية وتطبيقات عملية طوروا من خلالها مهاراتهم وقدرتهم على العمل الجماعي وقاموا باختيار مشاكل يواجهها المجتمع والخروج بحلول مناسبة.
جيل مبتكر ومبدع
فيما شاركت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية الطلبة فرحتهم بإنتاج مشاريعهم، قالت «نجتمع اليوم للسنة الثالثة على التوالي، لنحتفل ببرنامج مختبر المبتكرين الصغار الذي نطبقه منذ ذلك الوقت لتغذية الأطفال بالتفكير الناقد، والوصول إلى جيل مبتكر ومبدع».
وتابعت» نحن في مؤسسة عبد الحميد شومان التي أسسها البنك العربي قبل 40 عاماً، نعي تماما أهمية زرع الثقافة والعلوم في نفوس الأطفال والكبار، لذلك اختارت المؤسسة 41 مشاركاً من أصل 500 متقدم لامتحان قياس مهارات التفكير الناقد»، وأن المؤسسة بدأت تتوجه ببرامجها ونشاطاتها نحو العلوم والتعليم، إلى جانب القراءة والمعرفة، مبينة في هذا السياق أن المؤسسة حرصت منذ 3 سنوات من الآن بالتركيز على تدريب الأطفال عمليا وعقليا، وفكرياً.

وحول مفهوم الابتكار التي ذكرته قسيسية في حديثها، قالت «نقصد بالابتكار هنا التركيز على مهارات عديدة تتحول عن طريق التعليم من التلقين إلى تعلم مهارات التفكير الناقد الذي يستطيع من خلاله الطفل التحليل والتفكير، وبالتالي الوصول لتنفيذ المشاريع بطرق مبتكرة»، وإن هذه المشاريع ستعمل على حل المشكلات، بلا شك، وبالتالي ستغطي احتياجات المجتمع والسوق داخل الأردن وخارجه.

ورأت أن اكتساب هذا الجيل لعمليتي التفكير الناقد والتعليم اللانمطي، خصوصا في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وكذلك العمل على التقاط الأفكار لتحويلها إلى منتجات عملية، ستوفر لنا في المستقبل القريب العديد من الوظائف والفرص.
المجموعات الـ11 المشاركة، عرضت مشاريعها أمام الحضور، وتحدثت عن المشكلات التي واجهتها وكيفية تخطيها واختيار حلول بديلة للخروج بالشكل النهائي للمشروع، كما أعطت المؤسسة فرصة للمشاركين بشرح مشاريعهم بهدف تنمية قدراتهم على التواصل مع الآخرين وتحفيز الثقة لديهم، بينما أشرف على المبتكرين طلبة جامعات شغوفون يعملون على تحفيز التفكير والتحليل وتقديم الدعم والتوجيه خلال جميع المراحل، وصولا إلى مرحلة إنتاج المشاريع بالتركيز على نقل المهارات وليس نقل المعرفة.

المختبر تأسس
مدير برامج التعليم والعلوم في «مؤسسة شومان» عيسى نشيوات، بين أن المختبر تأسس العام 2015 بالتعاون مع منتدى العلماء الصغار، ويتضمن مجموعة ورشات عمل وتجارب تشجع التفكير الناقد والخلاق، وهي «ورشة التفكير الناقد، ورشة التجارب العلمية، ورشة الكهرباء والإلكترونيات، تجارب علمية باستخدام التطبيقات الإلكترونية، تصميم وتطبيق مشاريع من ابتكارات الأطفال»، وفقا للنشيوات.
وأوضح نشيوات أنه بعد نجاح الدورة الأولى من المختبر في عمان والدورة الثانية في عمان والكرك، توسع مختبر المبتكرين الصغار في إربد خلال الدورة الثالثة.

أما مؤسس منتدى العلماء الصغار في فلسطين، وشريك المؤسسة في إنتاج البرنامج الدكتور وليد ديب، فاستهل حديثه بالتساؤل عن كيفية بناء العقول عند الأطفال، لكنه أجاب هنا، بالقول «في فترة ماضية كان بناء العقول بإعطائها المعلومات وزيادة المعرفة لدى الأطفال، لكن للأسف هذه المعلومات لم تجهزهم للمتغيرات التي تحصل اليوم في العالم»، لافتا إلى أن بناء عقول الأطفال يتحقق عن طريق التفكير والبناء والإنتاج، وتحدي الصعوبات وعدم الوقوف عند توقعات معينة.
واستشهد ديب بمقولة «العقل ليس وعاء يعبأ، إنه شعلة إذا أوقدت كان لها وهج رائع، أضاء العالم والكون»، ولفت إلى أن مشروع المبتكرين الصغار يمثل تحديا أمام الأطفال، كما أنه يشعل فتيل التفكير لديهم، بغية تجاوز المشكلات التي يواجهونها، مؤكدا ضرورة منح الطفل الثقة الكاملة الذي بمقدوره واستطاعته تخطي حدود الإبداع، بهدف الحصول على نتائج سريعة ومضمونة.
واختتم المخيم بعرض فردي للمشاريع والتي حملت الأسماء التالية: «مسند الظهر- مقيم الجلسة الصحية»، «المكواة الذكية»، «سيارة تنظيف الحائط»، «منظف الألواح الشمسية»، «سيارة تسكير الحفر في الشوارع»، «التزم بمسافة الأمان!»، «الحاوية الذكية»، «نظام الإنقاذ من الغرق»، «سيارة التعشيب»، «صندوق التذكير»، «كرسي صعود الدرج»، ونالت تلك المشاريع إعجاب الحضور.

مقالات ذات صلة