تظاهرات في الخرطوم وعدة مدن سودانية

حرير _ تجددت اليوم الجمعة، الاحتجاجات الشعبية في السودان ضدالغلاء وندرة بعض السلع الرئيسية، وذلك لليوم الثالث على التوالي.

وبحسب شهود عيان، فإن مصلين في مسجد السيد عبد الرحمن المهدي بأم درمان قدروا بالعشرات، خرجوا بعد صلاة الجمعة، منددين بموجة الغلاء ومطالبين بسقوط النظام، قبل أن تفرقهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع.

ويُعد مسجد السيد عبد الرحمن المهدي، أحد معاقل طائفة “الأنصار” الدينية الموالية لرئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، والذي عاد إلى البلاد الأربعاء الماضي من منفى اختياري قضاه بين القاهرة ولندن.

كما شهدت أحياء الرميلة وجبرة (جنوب الخرطوم) والحاج يوسف شرق العاصمة، احتجاجات مماثلة، استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقها، من دون أن ترد تقارير عن إصابات وسط المتظاهرين.

وشملت الاحتجاجات كذلك حي إمتداد ناصر شارع أوماك، ولاحظت “العربي الجديد” انتشاراً كثيفاً لقوات الشرطة والأمن في جميع شوارع العاصمة.

وفي مدينة القضارف، حيث سقط أمس ستة قتلى في الاحتجاجات، قال شهود عيان لـ”العربي الجديد” إن الهدوء عاد إلى المدينة منذ صباح اليوم، وذلك بعد انتشار أمني كثيف في محيط سوقها. وأشار المواطن محمد عبد العظيم إلى أن عدداً من المحلات التجارية تعرضت للنهب والسرقة ليلة أمس، مبيناً أن عدد من مصابي الأحداث تم نقلهم إلى مدينة ودمدني (وسط السودان).

وفي مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الابيض (جنوب)، أضرم محتجون النار في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وقال شهود عيان إن قوات الأمن منعتهم من الاقتراب من مقر حكومة الولاية.

وفي السياق، أعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم عن إغلاق مدارس الأساس والثانوي ورياض الأطفال بالولاية لأجل غير مسمى. ولم يحدد منشور الوزارة الذي أذاعه تلفزيون الولاية الحكومي أسباب الإغلاق، لكن مصادر مطلعة قالت لـ”العربي الجديد” إن القرار اتخذته لجنة أمن الولاية، تحسباً لوقوع خسائر في الأرواح في صفوف التلاميذ، والحد من مشاركة الطلاب الثانويين في التظاهرات الشعبية.

وكانت السلطات السودانية قد بدأت منذ مساء أمس الخميس تدريجياً في حجب خدمات الإنترنت، والذي اكتمل تماماً في التاسعة ونصف بالتوقيت المحلي، قبل أن تعود الخدمة ظهر اليوم الجمعة، فيما لا يزال كثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي يجدون صعوبة في الدخول إليها، خاصة تطبيق “واتساب” و”فيسبوك”، المستخدمين من قبل النشطاء في بث المعلومات عن الاحتجاجات.

وكانت عدد من المدن السودانية قد شهدت يومي الأربعاء والخميس، احتجاجات شعبية أوقعت ثمانية قتلى، وعشرات المصابين، بحسب الإحصاءات الرسمية.

واتهمت الحكومة السودانية، في بيان وقعه وزير الإعلام بشارة جمعة أرور، أحزاباً سياسية، بمحاولة استغلال الاوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقاً لأجندتهم السياسية، كما انتقد البيان عمليات التخريب التي طاولت بعض المؤسسات العامة والخاصة، متوعدة بحسم ما اعتبرتها فوضى وخرقاً للقانون.

مقالات ذات صلة