
إستمرار إحتجاحات اليهود الأثيوبيين في إسرائيل
هتف المحتجون اليهود من الجالية الأثيوبية بإسرائيل أثناء مسيراتهم الإحتجاجية بالأمس ” الله أكبر .. فلسطين حرة ” مما إعتبر تطورا خطيرا في منحى إحتجاجاتهم .
وكانت الشرطة الاسرائيلية قد قالت بأن 111 من أفرادها، أُصيبوا في موجة احتجاجات اليهود الاسرائيليين، من أصل إثيوبي في عدد من المدن الاسرائيلية .
وقال ميكي روزنفيلد، المتحدث بلسان الشرطة الاسرائيلية، إنها اعتقلت 136 متظاهرا.
وكان آلاف اليهود الاسرائيليين من أصل إثيوبي قد نظّموا تظاهرات واسعة، خلال الأسبوع الماضي ، احتجاجا على مقتل شاب برصاص شرطي إسرائيلي، لم يكن في مهمة رسمية، يوم الأحد.
وأغلق المتظاهرون شوارع رئيسية في عدة مدن، وأضرموا النيران في إطارات السيارات وفي سيارات، ورشقوا قوات الشرطة الاسرائيلية بالحجارة.
وكانت المظاهرات التي ينفذها اليهود الاسرائيليين من أصل اثيوبي، هي الأعنف منذ سنوات، احتجاجا على ما يقولون إنه تمييز يمارس ضدهم.
ولكن كان واضحا، أن الشرطة الاسرائيلية مارست سياسة، هدفت إلى منع التصعيد.
وخاض أبناء الجالية الإثيوبية عدة مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، خلال السنوات الماضية، على خلفية التمييز.
واستنادا إلى “معاريف” فإنه منذ عام 1997، قتل 11 من الشباب من الجالية الإثيوبية في اشتباكات مع ضباط الشرطة.
و يعتقد ناشطون من الجالية الأثيوبية بإسرائيل : “لا تزال هناك افتراضات وتحيزات عنصرية ضد أفراد من الجالية”.
يبلغ عدد اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل حوالي 140 ألف شخص بينهم أكثر من 20 ألفا ولدوا في إسرائيل. ويتحدر معظمهم من مجتمعات منعزلة لعدة قرون عن العالم اليهودي، وتم الاعتراف بهم كيهود في وقت متأخر من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية.
كما نقل إلى إسرائيل أكثر من مئة ألف من اليهود الإثيوبيين بين الثمانينات والتسعينيات. وتقول المجموعة اليهودية الإثيوبية إنها تواجه باستمرار عنصرية مؤسساتية ممنهجة.
إهمال حكومي
مراقب الدولة في إسرائيل أشار إلى إهمال واضح من قبل مؤسسات الدولة في دمج الإثيوبيين في مؤسسات الدولة، وخصوصًا الجيش ومؤسسات التعليم، وعدم التركيز على مشاكلهم، وأن أوضاع أبناء الطائفة تضيء الضوء الأحمر، فبالرغم من أن أبناء الطائفة الإثيوبية يتجندون للجيش أكثر من المتوسط العام (86% مقابل 75%) فإنهم يتعرضون للاعتقال الانضباطي أكثر من المتوسط (53% مقابل 25%)، وبالرغم من أنهم يلتحقون بالجامعات أكثر من غيرهم إلا أن نسبة الخريجين منهم أقل من المتوسط (41.1% مقابل 54.4%)، وذلك بسبب الانسحاب من الدراسة أو التسيب بسبب عدم إيجاد برامج مشجعة، وشعور الطلبة من أصل إثيوبي بالدونية أمام أقرانهم من الطوائف الأخرى، عدا عن شعورهم باحتمالية عدم تشغيلهم بسبب لون بشرتهم ولأسباب اقتصادية واجتماعية أخرى. (التمان، 2015) .
سياسة الإهمال يمكن فهمها عبر نسبة التشغيل، فقد أشار تقرير مشترك بين الوزارات يبحث أوضاع مهاجري إثيوبيا أجري سنة 2007؛ إلى أن نسبة التشغيل عند المهاجرين الإثيوبيين بلغت 58.3% مقابل 68% عند باقي المهاجرين، والنسبة لدى الإناث الإثيوبيات أقل من الذكور، وأشار التقرير إلى أن نسبة البطالة لدى مهاجري إثيوبيا بلغت 19.3% مقابل 10.7% عند باقي المهاجرين. هذه الأرقام لها عدة أسباب منها التقصير الحكومي في متابعة احتياجاتهم وعدم تأهيلهم من المصدر فيما يخص انعدام التعليم الأكاديمي وعدم تعلم المهن وفقدان المبادرة وكذلك عدم استعداد المشغلين تشغيل المهاجرين من أصل إثيوبي بسبب التمييز والآراء المسبقة. (ديان، 2014) .
إن هجرة اليهود الإثيوبيين إلى فلسطين المحتلة كشفت مدى عمق العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، فبعد أن كانت هذه العنصرية متخفية من قبل الغربيين (الأشكنازيم) ضد الشرقيين (السفراديم)؛ أصبحت مكشوفة من قبل االمجتمع ككل ضد الإثيوبيين. صحيح أن الحكومات الإسرائيلبة تعلن أنها سوف تقوم بتقليص الثغرة بين المجتمع وبين مهاجري إفريقيا، ولكن من يختلط بالمجتمع الإسرائيلي عن قرب، يلمس التمييز العنصري الواضح ضد سود البشرة .