“أمل”.. مشروع يساعد النساء لتسويق منتجاتهن من المنازل

حرير – جاء مشروع “أمل”، ليبعث الأمل في القلوب، وليأخذ بيد كل من يرغب بتحقيق ذاته واستثمار قدراته، وصولا الى الاكتفاء الذاتي بالعمل من المنزل.
ويهدف المشروع الذي انطلق أول من أمس في مجمع الملك الحسين للأعمال؛ إلى تمكين أي شخص للعمل من المنزل، وتحديدا النساء ومساعدتهن على إيجاد دخل ثابت لهن، بحيث يصبح هذا المشروع أكبر مشغل أعمال من المنزل.
فكرة المشروع بدأت عندما قرر كل من محمد محاجنة ومجدي مصطفى وعمرو شاهر الإقدام على مشروع يساعدوا فيه الأفراد من المنازل، لإيمانهم بالفكرة قرروا أن يمكنوا الأشخاص من فكرة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي لأنفسهم.
البداية كانت بالبحث عن الحرف والمهارات الموجودة داخل المنزل، لتحقيق الاستفادة المادية، بحيث تقوم “أمل” بالاتفاق معهم على إنتاج قطع معينة تبدأ من خلال تأمين الحاجات والمستلزمات كافة.
بعد ذلك أخذ هذا المنتج وتسويقه وبيعه، خصوصاً أن هناك الكثير من المهارات والمواهب الموجودة في المنازل، الا أنهم لم يجدوا الفرصة المناسبة أو المعرفة لتسويق ما تنتجه أيديهم، وتوفير دخل أساسي أو حتى ثانوي لهذه الأسر المشاركة.
وكانت البداية مع 7 سيدات في الأسبوع الأول، ليصل بعدها الى 27 سيدة في الأسبوع الثاني، وإلى 70 عاملة في الأسبوع الثالث، ليصل العدد اليوم الى 100 سيدة من مختلف المدن والمحافظات منتجات ولديهن الطاقة والقوة والرغبة لتحقيق شيء.
وكبداية اختار المشروع العمل على منتج صوفي أطلق عليه اسم “كوزي نوزي”، وهو يضفي الدفء بفصل الشتاء، ومصنوع من الصوف يتم ارتداؤه بالبرد؛ إذ أسهمت السيدات بعمله، وتم اختياره كفكرة جديدة لم يتم التطرق بها من قبل، بالرغم من أنه منتشر جداً في الدول الأجنبية.
العمل بدأ قبل شهر من الآن، وبوجود 100 سيدة تم تزويدهن “بالصوف” لكي يتمكن من العمل وتأمين الكمية المطلوبة.
أم أحمد هي واحدة من هؤلاء السيدات التي تعمل ضمن المشروع، وهي متخصصة في عمل “الكروشيه” وتتقنه جيداً، اعتبرت أن هذا المشروع حقق مرادها بأن تعمل بحرفية عالية، ويصل عملها الى أكبر فئة من المجتمع. وعملت بدقة وإتقان على هذا المنتج، متمنية أن يصل لأكبر فئة ممكنة من الناس، ويشعروا بمدى المجهود الذي بذل فيه.
سهاد عبدالله هي واحدة أخرى مشاركة في المشروع عبرت عن سعادتها بهذا العمل “أصبح لدي هدف وسبب يشجعني على الاستيقاظ باكرا للعمل”، مبينة أنها بدأت مع المشروع قبل شهر، واليوم لديها فريق مكون من 30 شخصا.
وتتابع “دائما كنت أتمنى أن أعلم السيدات ويستفدن من خبرتي بالصنارة، وشغل الكروشيه، والحلم بدأ يتحقق مع مشروع أمل”.
وتشير الى أن الفرصة التي يقدمها المشروع للسيدات من منازلهن خلق لديهن دافع كبير، مبينة أن هذا المنتج اليدوي فيه جهد وعطاء لكل سيدة وجدت من هذا العمل نافذة لها.
وبين القائمون على المشروع أن مساعدة الأشخاص المنتجين في المنزل وكل بيت، الهدف منه تسويق المنتج وتحقيق الربح المادي للشخص، والدعم النفسي بالشعور بالعطاء والإنتاج، كلها مشاعر مهمة وتقلل من المشاكل الصحية والشعور بالملل والضجر.
الى ذلك، يمكن لكل ربة أسرة أن تكون قادرة بعد التقاعد على استثمار موهبتها من المنزل، مبينين أنهم أخذوا على عاتقهم ومن خلال هذا المشروع مسؤولية المساعدة وأن يكونوا أداة ربط لتحقيق المنفعة لجميع الأطراف.
واعتبر القائمون على المشروع أن كثيرا من الناس لديهم مهارات رائعة وقدرات استثنائية، ولكن ليس لديهم القدرة على تسويق ما ينتجونه، وبالتالي يأتي المشروع ليكون حلقة وصل مع المهتمين.
أحد المتطوعين في المشروع معاذ الشوبكي، يعتبر أن مشروع “أمل” هو التمكين الحقيقي؛ إذ يقومون بتوفير الصوف، وإيصاله الى الزرقاء وعمان الشرقية وعمان الغربية، وبعد أن تستلمه السيدات يقمن بتجهيز المنتج، ومحاسبتهن على الفور.
ويعمل القائمون على المشروع بإعطاء السيدات 25 % من العائدات على الأقل، مؤكدين أن المشروع في خضم التوسع، ليصل لكل المناطق بالأردن، لزرع الأمل بالنفوس.

 

الغد

مقالات ذات صلة