
مطالبة بإغلاق مسلخ يفتقر للشروط الصحية والفنية بسوف
حرير – يطالب سكان مخيم سوف في جرش بإغلاق مسلخ بلدية جرش الكبرى، الذي يجاور الأحياء السكنية ويقع على مدخل المخيم، بسبب سوء أوضاعه البيئية وافتقاره للشروط الصحية والفنية، مطالبين بضرورة السعي لإيجاد بديل مناسب تتوفر فيه أبسط الشروط الصحية والبيئية.
وأكد السكان أن المسلخ لا يقل عمره عن 40 عاما وما يزال بنفس المساحة القديمة والمواصفات والعيوب، ولا يتناسب مع عدد القصابين والسكان، فيما يقع على مدخل المخيم، ولا يبعد عن منازل سوى بضعة أمتار، رغم تسببه بمكاره صحية لها.
وأكد رئيس لجنة خدمات مخيم سوف، عبد المحسن بنات، أن مشكلة مسلخ البلدية من المشاكل المستعصية، التي لم تجد أي حل منذ عشرات السنوات، لا سيما وأن موقعه غير مناسب نهائيا، ويجاور أحياء سكنية في المخيم، ومن الأولى أن يكون بعيدا عنها عشرات الكيلومترات.
وأضاف أن السكان طالبوا مئات المرات، وعبر مختلف المنابر، بترحيل المسلخ وإبعاده عن المخيم للمشاكل البيئية والصحية التي يسببها المسلخ للسكان، ولكن بدون جدوى.
وقال بنات، إن بلدية جرش وعدت عشرات المرات أن يتم ترحيل المسلخ وبناء مسلخ جديد وحديث في موقع آخر اعتمادا على المنح والتمويلات الخارجية، ولكن مشكلة المسلخ ما تزال قائمة حتى الآن، وتتسبب يوميا بكوارث بيئية وصحية تتمثل في انبعاث روائح كريهة منه وتراكم النفايات وإسالة الدماء إلى الأودية المجاورة.
وبحسب بنات، فإن الحل الآن هو زيادة الاهتمام بنظافة المسلخ والساحة التي تجاوره، لا سيما وأن إغلاق المسلخ غير وارد بدون أي بديل ويسبب مشكلة أخرى لقصابي جرش بشكل خاص.
وقال سكان مخيم سوف، إن المياه المختلطة بالدم تنساب بشكل يومي على طول الطرق الرئيسية وسط المخيم، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة وتكاثر الحشرات والقوارض، عدا عن التشوه البصري للمخيم وإعاقته حركة المتسوقين ودخولهم المحال التجارية، فضلا عن تكاثر الكلاب الضالة في المنطقة المجاورة للمخيم.
وقال المواطن منصور العجوري “إن الحل الأصح في هذه الفترة ولمعالجة المشكلة جذريا، هو إغلاق المسلخ وتوفير بديل مناسب تتوفر فيه الشروط الصحية والبيئية، لخدمة القصابين أو السماح لهم بالذبح داخل الملاحم”.
ويرى العجوري أن المسلخ الحالي قديم ومتهالك ولا يتناسب مع واقع المدينة السياحي، وعدد سكانها وجملة المشاريع الكبرى التي تقام فيها، مؤكدا ضرورة أن يتوفر في مدينة جرش حاليا مسلخ لحوم حمراء وبيضاء حديث.
وبدوره، يؤكد الناشط محمد عارف ليحو ورئيس جمعية الأرض والإنسان، ضرورة نقل الملاحم إلى تجمع واحد وتزويدها بمقومات وبنى تحتية توفر لهم بيئة آمنة، للتخلص من الفضلات أو صيانة المسلخ البلدي وتجهيزه، ليكون مؤهلا لتجهيز اللحوم بشكل كامل، قبل إرسالها إلى الملاحم وعرضها للبيع، والحد من الآثار البيئية والصحية على سكان المخيم بشكل خاص.
ويبين ليحو افتقار المسلخ البلدي المقام على أرض مخيم سوف لشروط الصحة والسلامة العامة، بسبب عدم توفر برك تجميع لمخلفات الذبائح، بالإضافة إلى تجمع أكوام المخلفات الناتجة عن الذبائح في جوانب المسلخ، مما يتسبب بانبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات والقوارض والكلاب الضالة.
وأضاف أن المسلخ البلدي يعاني من تردي أوضاعه من الناحيتين الإنشائية بشكل عام، والفنية التي تختص بالمعدات والأرضيات، من جهة سوء البلاط الخاص، الذي يجب أن يتم استخدامه والقنوات التي يجري من خلالها دم الذبحيات ومعدات تعليق الذبائح وتقطيعها.
كما أن المسلخ، بحسب ليحو، يعاني من تحطم زجاج معظم مناوره، ما سهل عملية دخول الطيور إلى داخله، فضلا عن انتشار الكلاب الضالة في محيطه.
يشار الى أن سكان الحي الغربي في مخيم سوف، والذين يجاورهم المسلخ ولا يبعد عنهم سوء مئات الأمتار، طالبوا في شكاوى خطية بعثوها الى مختلف الجهات المعنية، بضرورة نقل المسلخ، بسبب المكاره الصحية التي يسببها للمجاورين.
وبدوره، يؤكد رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى، هشام البنا، أن إغلاق المسلخ من الخيارات الصعبة، لا سيما مع عدم توفر أي بديل عن المسلخ الحالي، مشيرا الى أن صيانته على وضعه الحالي مشكلة أكبر لسوء أوضاعه وحاجته لمبالغ طائلة.
وأوضح البنا أنه قد تم طلب بناء مسلخ حديث وجديد ضمن مشاريع الوكالة الفرنسية للإنماء، ولكن تم رفض المشروع وعدم الموافقة عليه، بيد أنه توقع أن يتم البحث عن مصادر تمويلية جديدة لتمويل المشروع، والبدء فعليا ببناء مسلخ جديد للحوم البيضاء والحمراء.
إلى ذلك، أكد رئيس بلدية جرش الكبرى، الدكتور علي قوقزة، يؤكد أن مسلخ البلدية يعاني من تشوهات متعددة وقريب من الأحياء السكنية بشكل كبير، ولا يمكن صيانته على وضعه الحالي.
وتوقع قوقزة أن يتم طرح عطاء بناء مسلخ جديد في منطقة بعيدة عن الأحياء السكنية العام المقبل، بالشراكة مع القطاع الخاص ومستثمرين، بحيث يكون مسلخا للمواشي والدواجن لإغلاق نتافات الدواجن المنتشرة في المدينة.
وأكد أن بلدية جرش الكبرى تقوم بشكل يومي بتنظيف المسلخ والإشراف على عملية الذبح، من خلال أطباء بيطريين، بحيث لا يتم إخراج الذبائح من المسلخ إلا بعد ختمها بعد تنظيفها تماما.
وبين أنه في حال تم تنظيفها داخل الملحمة يخالف القصاب، وتتخذ بحقه إجراءات قانونية مشددة من خلال فرق السلامة العامة التي تراقب عمل الملاحم بشكل يومي.
وبين قوقزة أن المبالغ المالية التي تتقاضاها البلدية عن عمليات الذبح تبلغ 3 دنانير عن كل رأس من الأغنام و8 دنانير عن كل رأس من الأبقار.
وأكد أن القصابين يسيئون استخدام المياه، مما يؤدي إلى نفادها مبكرا، ولكن على الرغم من ذلك توفر البلدية لهم صهاريج المياه على مدار الساعة.
(الغد)



