تكرار التكرار دون تعلّم

يوسف غيشان

حرير- كثيرا ما يحصل معي أن التقي شخصا ما، أو أقول كلاما ما، أو أفعل فعلا ما، وأحس بأن هذا الأمر قد حصل معي سابقا، وبشكل حرفي تماما…أن تشعر أنك في وضع عايشته سابقا في مكان وزمان ما من الماضي.

هذه ظاهرة يسمونها (ديجافو) وهي كلمة فرنسية على ما يبدو من تركيبتها المغناج، وقد تعددت التفسيرات العلمية والميتافيزيقية لهذه الظاهرة، وما يزال الجدال دائرا حولها، حتى ساعة إعداد هذا البيان.

-هل هي فوارق زمنية في تلقي المعلومة؟

-اضطراب في عمل الحواس؟

-خلل في تنقل المعلومة بين فصّي الدماغ، الأيمن والأيسر؟

-خلل في وظائف الذاكرة؟

-أحلام منسية؟

-ذكريات عشناها في مكان آخر وزمان آخر؟

-لا شيء مما ذكر؟

-كل شيء مما ذكر؟

وفيما يتصارع العلماء ودعاة الباراسيكولوجي على السبب والنتيجة في ظاهرة الديجافو، نقدم نحن العرب الإجابة للعالمين على طبق من الفضة، تماما كما تم تقديم رأس القديس يوحنا المعمدان (النبي يحيى بالعربي) للراقصة سالومي قبل عشرين قرنا ونيف، والدم النقي الظاهر ينزّ منه (حسب النص الديني).

يا سادة يا كرام،

كل ما مر بنا في العالم العربي منذ قرون يمر بنا الان، كل مذبحة نتعرض لها من الآخرين، وكل مجرة نرتكبها بحق بعضنا البعض.

كل خيانة، كل اصطفاف ضد بعضنا البعض، كل تحريض، كل تقريض…..كل حرب طائفية أو اقليمية أو قومية نخوضها ،خضناها سابقا أكثر من مرة، ولم نتعلم قط أن لا نلدغ من الجحر الواحد مرة اخرى.

نعيش زمنا دائريا، لا نكرر فيه سوى المآسي والمجازر والأخطاء في حق بعضنا البعض.

عزيزي القارئ،

هل تشعر أنك قرأت هذا المقال في مكان آخر؟

مقالات ذات صلة