انوثة

بلال حسن التل

بعد ظهور عدد من مقاتلات القسام على شاشات القنوات الفضائية، بكامل اسلحتهن، تداولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي تساءل لأحدهم يتساءل اين انوثتهن، هذا المتساءل يبدو لي تلميذ لبعض من يسوقون أنفسهم على الناس بانهم دعاة ووعاظ، وهم ابعد الناس عن فهم الإسلام، فلو كان هؤلاء يفقهون الإسلام، لما طرحوا الكثير من اسئلتهم ، بل لما قالوا الكثير مما يقولونه من فوق منبر رسول الله، لأنهم ابعد مايكونون عن فهم سيرته عليه السلام، من هؤلاء هذا الذي يتساءل عن انوثة القساميات، فلو قراء صاحب هذا التساؤل سيرة رسول الله لعرف ان النساء كن يخرجن معه عليه السلام في كل المعارك بما فيهن زوجاته عليه السلام، ولم يكن خروج النساء معه عليه السلام بهدف التمريض وتضميد الجرحى، فقد كن يقاتلن قتالا أشد من قتال الرجال، ويثبتن عندما يفر رجالا من المعركة، ومن نماذج ذلك ثبات الصحابية نسيبة بنت كعب (ام عمارة) في معركة احد حتى قال عنها رسول الله انني لم التفت يمينا اوشمالا الا وكانت ام عمارة تذود عني، وفي معركة حنين عندما فر الرجال وولوا الادبار، ثبتت نساء مع الثابتين مع رسول الله، منهن ام سليمة بنت ملحان التي ظلت تقاتل حتى انتصر المسلمون في حنين.

وفي التاريخ قصص عن بطولات خولة بنت الازور وكرها وفرها في المعارك، حتى ظنها البعض شخصية خيالية من شدة بأسها في المعارك، ورغم جمالها الفائق، فان احدا من الصحابة الذين شاهدوها في المعارك ومنهم خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص لم يتسأل عن انوثتها، كما يفعل الجهلة الذين لا يرون في الحياة الا شهواتهم، ولا ندري من أين جاؤوا بنظرتهم المتخلفة للمرأة، والصقها بالاسلام، والإسلام منهم براء.

مقالات ذات صلة