‘‘He for She‘‘.. فعاليات تدعو للمساواة وتركز على الشباب بالجامعات

حرير – “استقطاب ما يدور في الدول الغربية والعالم أجمع من حركات تضامنية توعوية ترتقي بالمجتمعات للأفضل، وتسخيره للوطن العربي، وتحديدا الأردن، هو أمر مهم للغاية لتوعية أبناء جيلي وذويهم بالحياة الأفضل”، بهذه الكلمات وصف منسق حركة “He for She” في الأردن، ليث أبو طالب.

ويتحدث عن بداية هذه الحركة العالمية، التي انطلقت في هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمدينة نيويورك، والتي تهدف إلى تكسير الصور النمطية التي يدينها المجتمع لكل من الذكور والإناث، كمناهضة الزواج المبكر للفتيات، وحتى الشباب لدى بعض المجتمعات النائية.

ويوضح أكثر، أن المساواة في النوع الاجتماعي تعني حرية للرجل والمرأة في تطوير القدرات الشخصية والاختيار، من دون أن تكون هناك حدود موضوعة بسبب الأنماط المحددة أو أدوار النوع الاجتماعي، أو الأحكام المسبقة؛ حيث تؤخذ التطلعات والاحتياجات المختلفة لكل من الرجل والمرأة بعين الاعتبار، وتقوم على مبدأ المساواة والكفاءة.

ذلك يتطلب التوعية بأهمية أن يقوم كل فرد في المجتمع “ذكرا أو أنثى” بدوره في الحياة، بعيدا عن أي صورة نمطية أخذت بحقه وعليه الالتزام بها، وفق أبو طالب.

حركة “He for She” بدأت في الأردن في شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2015، مستقطبة طلاب الجامعات والشباب بشكل عام، وهذه الشريحة بالعادة تعمل على نشر المعلومة بشكل كبير، وتأثرها بمثل هذه الحركات يعني انتشارها بشكل واسع بين عائلاتهم وأقرانهم، وفق أبو طالب.

ولذلك تم تفعيل زيارات دورية للجامعات الحكومية والخاصة في الأردن ككل، بهدف عقد جلسات توعوية عن المساواة في النوع الاجتماعي، والاستعانة بالفنون والمسارح والجلسات التثقيفية والتوعوية. وفي نهاية تلك الجولات كان هناك 10000 مؤيدة ومؤيد للمساواة في النوع الاجتماعي.

ويؤكد أبو طالب أن الحركة عادت بالنفع على الشباب الأردني، ما جعل عددا من العرب يتبنون هذه الحركة من جديد في دولهم.

ويتابع “اتخاذ الأردن قدوة عربيا في تبني هذه الحركة، عزز ثقة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالفريق الأردني ودور الأردن، حتى أنهم أدخلوا ترجمة اللغة العربية على إصدارتهم ومنشوراتهم، لأجل التعاون في نشر الحملة”.

وخلال الاحتفال السنوي الخاص بهذه الحركة والذي عقد مؤخرا في نيويورك لـ”He for She”، تم دعوة الأردن كبلد عربي وحيد في هذا الاحتفال، مؤكدا حضور جلالة الملكة رانيا العبد الله ودعمها الشديد للحركة، وللعمل الذي قام فيه الفريق الأردني.

وبثت الهيئة في ذلك الحفل فيديو أظهر مجهود الفريق الأردني، والطرق التي قام بها لأجل نشر التوعية ونشر رسالة هذه الحركة.

اليوم يقوم ليث أبو طالب والفريق التطوعي الذي يبلغ عدده 200 شاب وشابة قاموا بجولات متواصلة على مدار “16 يوما” في الجامعات الأردنية، بهدف دعوة الطلاب والطالبات للانضمام للحركة، وكسب تأييدهم، ونشر الوعي عنها وعن أهميتها. ويؤكد أن الهدف من الجولة الثانية وصول عددهم لغاية 20000 شاب وشابة، وهذه المرة استخدموا عددا من الوسائل التي تمكن الشباب من عيش الحالة وفهمها، وأهمية التفكير بالمساواة في النوع الاجتماعي، من خلال الفنون والمسارح وجلسات تثقيفية وتوعوية.

ولأجل استقطاب الشباب وشد انتباههم، تم استخدام حافلة كبيرة “مزركشة بألوان ورسومات” تبهر الناظر، وتبث الفضول حول معرفة تفاصيلها، ومن خلالها تم استقطاب شباب كثر، وتم الحديث معهم عن ماهية الحركة وإقناعهم بها، والتفكير بإيجابياتها، وتوضيح أن من حق البشرية المساواة، واستبعاد النمطية في التعامل مع الذكر والأنثى.

ويستذكر أن في بدايات استقطاب هذه الحركة إلى الأردن وبداية الحديث عنها، واجهت هجوما كبيرا من قبل بعض الفتيات والشباب الذين لم يتقبلوا بعضا من الأمور، وذلك لأن الصورة النمطية عن بعض الأعمال مسيطرة عليهم، لكن بعد التوعية والجلوس معهم، وجعلهم يفكرون بطريقة مختلفة، وأهمية الخروج على الحدود التي لا تنفع بشيء، يمكن أن يحسن من نوعية العيش للفرد.

وتعمل حركة “He for She” بخطة مستدامة تصل للعام 2030، ما يعني نجاح هذه الخطة في المستقبل.

الغد

مقالات ذات صلة