إربد لدولة الرزاز.. ملّقت؟!

نادر الخطاطبة

طموحات عديدة بشر بها الرزاز محافظة اربد ،بدا واضحا انها متسقة مع مطلبيات وضع بصورتها مسبقا قبل زيارته لبلدية اربد الكبرى ، من خلال اجتماع استباقي ، قاده وزير الحكم المحلي وليد المصري بالتنسيق مع البلدية ومجلسها ، ليضع الاطر العريضة التي ستطرح امام دولته وتلقى الاستحسان منه ومن الحضور ، متناسين ان القاعدة الشعبية ذاكرتها (رتقت الثقب منذ زمن ) فيما يخص الوعود  .

ما اعلنته البلدية بعد اللقاء التحضيري لزيارة دولته ، عبر قنواتها التي غيب عنها الاعلام ، باعتبار ان غايتها ايصال رسالة احادية  الطرف ، لا تنشد رجع صدى حولها ، اتسقت مع حديث دولته وقت حدوثها، الذي بشر بثورة صناعية رابعة منطلقها اربد، وقوامها تقنية ثلاثية الابعاد ، دون ان يوضح ما  حققناه في الثورات الثلاث التي سبقت من جهة ، ودون ان يعلم ان ثلاثيات الابعاد نجدها فقط في حفر الشوارع التي نعتقد انها معالجة هندسيا ، لنجد  انها اكبر من ثقب الاوزون !!

دولته ، ورقيا ووثائقيا، وخططا طموحة على ورق لاشك ،  انه تفاءل بما اعد بعناية ، فاسهب في الحديث عن التوقعات والطموحات التي ستشهدها المدينة  خصوصا، والمحافظة عموما،  بلديا وخدميا واستثماريا، وعلامات الارتياح بدت ايضا على محياه حين زار شركة مياه اليرموك ، كونه زارها بناء على ( آشكايات ووشايات مشكوك بامرها) من قبل واسفرت عن الاطاحة بمديرها ، فاعترت دولته النشوة ان قراراته اثمرت ، برغم اصوات صنفتها الادارة بالحالات الفردية التقته على بوابة الشركة ، شكت من سوء الوضع المائي ، لكن العجب ان الحالات الفردية استطاعت تجييش حالات اغلاق طرق باطارات مشتعلة ليلة غادر الرئيس المدينة عنوانها ” بدنا مي ” .

مشاريع اخرى عديدة وضعت بين يدي دولته ، وان بدت وثائقيا وورقيا انها ذات ايجابية، لكن لا بد من وضع دولته بصورة امور متصلة بها تحت عنوان هل تعلم دولتك ؟؟

مشروع اعادة تاهيل مجمع السفريات مازال العمل جار به من اربع سنوات، وتحت وطاة ضجر مواطنين وتجار يخرج مسؤول بين حين واخر ، ليؤكد ان المشروع سينجز قريبا، واخرها سلسلة تصريحات مطاطة للعمدة بدات بشهر وشهرين وصولا لنهاية العام رغم ان العودة لارشيف التصريحات ان المشروع بدا عام 2016 وكان مفترضا ان ينجزببضعة شهور لكن نحن في العام 2019 ؟؟!!

ماطرح حول مشاريع جسور وانفاق، بسياق ان الحكومة جادة بزيادة مخصصات المحافظات، كله حبر على ورق هندسي مرسوم لينفذ بموازنة 2020 ، ليخرج علينا رئيس مجلس المحافظة ليعلن انه يكابد مع الحكومة لعدم خفض موازنة 2020 بمقدار ستة ملايين مقارنة بموازنة 2019، في وقت اعلنت فيه دولتك، ان موازنات المحافظات سيتم زيادتها، والخفض مندرج على محافظات اخرى محتجة وفق سياق انباء اليوم ما يشي ، ان ما يغرد به الرئيس في جولاته ، بجابه على ارض الواقع بالنقيض ؟!

اما مشروع تطوير وسط  المدينة ، المقر منذ 15 عاما وكل ” ماييجن قرشين بروحن للمكاتب الاستشارية” لاعداد دراسات تناقش كل بضعة اشهر على شكل( بريزنتيشن ) يفضي الى ضرورة احداث اوامر تغييرية تطيل مدة الدراسة، لكن ذلك لا يمنع ان نقر بميزة لـ  ” البريزنتيشن ”  ان ختامه مناسف، من مخصصات الدراسات ، وان كان يعقبها – أي المناسف – جدلية ان كان اللحم بلديا ام مستوردا ، ليقطع مزاود دابر الشكوك ، ان المشروع ما مادمت به ارادة فمؤكد ان اللحوم بلدية .

هل تعلم دولتك ان مشروع السوق الاقليمي المركزي للخضار ايضا في طور الدراسة ، وقضيته مشابهة لقضية اي مشروع استثماري ، وفرت له الارض بكلفة خمسة ملايين دينار وهو قيد الدراسة والمخططات الان بانفاق مالي طبعا ، لمخطط هندسي، لكن القياس على مشاريع اخرى ، عمادها التمويل وتوفره حتما ستجعل منه مرعى اغنام لسنوات لا ندري كم ستطول ..

اخيرا لا يختلف حال النقل الحضري عن سلسلة المشاريع الاخرى دولتك ، فبحثه منذ سنوات قائم لايجاد نقل حضاري نموذجي يعتمد جودة الحافلات وترددها بالمسير ضمن مواعيد واعدت دراساته وعطاؤاته لكن المفاجأة ان لا احد تقدم للاستثمار !! ما يستدعي ان تعرف اين الخلل ؟

بالخلاصة دولتك قد تكون عدت ادراجك مرتاح الضمير ، لكن حقيقة الامر ان المسرحية مورست بعناية ، وكان يفترض ان تعطيك مشاهد  الكلاب البوليسية داخل البلدية ببدايتها ا قرار العودة وتفكك من الطابق ..

 

دولتك بيني وبينك .. ملَقت

مقالات ذات صلة