مواجهات ومسيرات بالقدس والضفة رداً على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين

حرير – شهدت عدة مدن في الضفة الغربية مسيرات ومواجهات مع قوات الاحتلال إسناداً للمقدسيين الذين يتعرضون لاعتداءات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، في حين دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، بمزيد من عناصرها إلى محيط البلدة القديمة من القدس، وفي محيط المدينة، وسط مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.

وقرب باب العامود في مدينة القدس تتواصل المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، وامتدت لاحقاً إلى بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وأصيب خلالها أحد أفراد قوات الاحتلال، فيما سجلت عدة إصابات في صفوف المواطنين الفلسطينيين.

في حين، اندلعت اشتباكات بين المواطنين الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال ومستوطنيها من جهة أخرى في حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة من القدس، حيث يحاول المستوطنون هناك الاعتداء على منازل المواطنين وممتلكاتهم.

إلى ذلك، هاجمت وحدة من المستعربين التابعة لجيش الاحتلال الشبان الفلسطينيين قرب باب الساهرة بالقدس المحتلة، واعتقلت عدداً منهم، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع إصابات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة بالقدس، وجرى نقل إصابتين للمستشفى.

كما يشهد حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس المحتلة مواجهات مماثلة مع قوات الاحتلال، بعد مسيرة انطلقت من مدخل المخيم إسناداً لأهالي القدس، وصولاً إلى الحاجز العسكري، الذي أغلقت قوات الاحتلال محاور الطريق المؤدية إليه.

وفي المسجد الأقصى انتظمت مساء اليوم، مظاهرة ضخمة رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، وهتف المشاركون فيها بهتافات افتداء الأقصى والتنديد بممارسات الاحتلال.

وكان نحو 75 ألف مصلٍ أدوا الليلة صلاة التراويح في الأقصى، بالرغم من إجراءات الاحتلال وقيوده المشددة.

إلى ذلك، أفاد شهود عيان بأنّ أعداداً كبيرة من المستوطنين تتجمع منذ أكثر من ساعة على امتداد شارع رقم 1 الذي يفصل القدس الشرقية المحتلة عن قطاعها الغربي، حيث شهد هذا الشارع سلسلة من اعتداءات المستوطنين على مركبات المواطنين المارة من هناك.

وفي هذه الأثناء، أكدت مصادر لـ”العربي الجديد”، أنّ العديد من الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق الليلة، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع بشكل كثيف، خلال قمعها مسيرة سلمية على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

في حين، ذكرت مصادر لـ”العربي الجديد”، أنّ الصحافي خالد بدير أصيب بقنبلة غاز بشكل مباشر في رجله، خلال تغطيته للمواجهات في مدينة طولكرم.

إلى ذلك، شارك عشرات الفلسطينيين، مساء الجمعة، بوقفة دعم وإسناد لأهالي مدينة القدس المحتلة، حيث رفع المشاركون في الوقفة التي دعت لها حركة “فتح“، وفصائل العمل الوطني، الأعلام الفلسطينية، ولافتات تؤكد الدعم والتأييد لصمود أبناء القدس، في وجه الهجمة الشرسة التي ينفذها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

في غضون ذلك، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ طواقمه تعاملت مع ثماني إصابات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة في القدس، ونقلت إصابتان منها للمستشفى، في حين عولجت باقي الإصابات ميدانياً، فيما نوه الهلال الأحمر إلى أن طواقمه حاولت الوصول لمصاب لتقديم الإسعاف الأولي له، ولكن شرطة الاحتلال منعت طاقم الإسعاف من الوصل له وتهديد الطاقم وتم اعتقاله.

يأتي ذلك في وقت هدد فيه قائد شرطة الاحتلال شبان القدس بمزيد من عمليات البطش والقمع بحقهم، ووجه حديثه لهم بالقول: “الليلة ستكون يدنا طويلة، وإن ما تفعلونه أيها (الإرهابيون) زاد عن حدّه”، بحسب تعبيره.

في هذه الأثناء، دعا الحراك الشبابي المقدسي مساء اليوم، للاعتكاف داخل المسجد الأقصى المبارك وعدم مغادرته.

وعلى وقع إطلاق الرصاص في الهواء، نظمت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في رام الله وسط الضفة الغربية وقفة ومسيرة انتصاراً للقدس المحتلة، وجابت المسيرة شوارع رام الله وصولاً إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لرام الله، حيث يقام حاجز عسكري إسرائيلي، ليشعل هناك عشرات الشبان الإطارات قرب الحاجز.

وقبيل انطلاق المسيرة وقف العشرات على دوار المنارة حاملين الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة “فتح”، إضافة إلى علم فلسطيني كبير امتد على مساحة الوقفة.

وتأتي الوقفة كما أعلنت الفصائل انتصاراً للقدس، وتأكيداً على رفض إجراءات الاحتلال فيها، ومحاولات عزلها ومنع الوصول إليها، ورفضاً للمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وتدنيس الاحتلال والمستوطنين لساحات المسجد الأقصى، ولتكون القدس حاضرة في الانتخابات المقبلة المقررة في 22 مايو/ أيار، ،ترشيحاً وانتخاباً ودعاية انتخابية.

وحول تأثير الحراك المساند للقدس في الضفة، قال أمين عام “المبادرة الوطنية الفلسطينية” مصطفى البرغوثي، لـ”العربي الجديد”: “إنّ العبء الرئيسي يقع على عاتق الشبان في القدس المحتلة، لكن إضافة إلى ذلك فإن الوقفات في كل أنحاء الضفة الغربية تعزز من ذلك النضال، وتشكل فرصة حقيقية لهبة وانتفاضة شعبية جديدة في فلسطين”، مشيراً إلى أنّ ما يجري “صعود للمقاومة الشعبية الفعالة”.

وحول أهداف ما يجري في القدس، قال البرغوثي: “إنها معركة من أجل فرض صفقة القرن على يد المستوطنين، ولفرض وترسيخ وتمرير ضم القدس وتهويدها”، مؤكداً أن ما يجري “هبة ضد تلك المحاولات، تؤكد أن الحركة الوطنية الفلسطينية قادرة على إفشال مخططات الاحتلال وخاصة من جيل الشباب”.

بدوره، قال القيادي بحركة “فتح” والرئيس السابق لـ”نادي الأسير” الفلسطيني قدورة فارس، في كلمة له خلال المسيرة برام الله: “إن فعالية للزحف نحو القدس ستنظم بعشرات الآلاف خلال الأيام المقبلة، بحيث تنطلق من رام الله، كلنا يجب أن نهب في هذه المعركة التي ستكون منتصرة، القدس كانت سبباً في تفجير انتفاضة الأقصى، والآن يجب أن تكون الحركة الجديدة من انتفاضة جديدة في وجه العدو، يحب أن تكون موجة وراء موجة حتى دحر العدو”.

القيادي بحركة “حماس” جمال الطويل، قال لـ”العربي الجديد”: “إنّ الفعاليات المساندة للقدس والمرابطين وما يحصل في القدس من رباط ومنافحة عن عروبة القدس تحمل رسالة عظيمة للاحتلال، بأن إجراءاته لن تعيق الفلسطيني عن إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الداخلية”.

وأضاف الطويل: “إن الشعب في القدس وهو ينتفض يؤكد أنه قادر على أن يجري انتخاباته داخل القدس فنياً وسياسياً، فالقدس لأهلها ورجالها ونسائها وأشبالها ومن يرابط فيها، ولا يمكن لإجراءات الاحتلال إعاقة تلك الانتخابات”.

وفي مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، خرج الآلاف في شوارع المدينة منددين بالاعتداءات التي يتعرض لها المقدسيون على أيدي قوات الاحتلال وعناصر حرس الحدود الإسرائيلية.

وقال شهود عيان لـ”العربي الجديد”، إن الدعوات خرجت عقب انتهاء صلاة التراويح، فهب الآلاف بشكل عفوي للمشاركة في المسيرة التي علت فيها الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال ومستوطنيه في المدينة المقدسة.

وردد المشاركون: “على القدس رايحين شهداء بالملايين”، و”القدس حرة”، وغيرها التي تعبر عن غضبهم جراء الصمت على تلك الاعتداءات.

وفي الوقت الذي تجمع فيه العشرات في ميدان جمال عبد الناصر وسط مدينة طولكرم؛ توجه شبان إلى مناطق التماس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي غربي المدينة.

واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال في محيط المصانع الكيماوية “جيشوري” غرب مدينة طولكرم، بعد مسيرة حاشدة دعت لها فصائل العمل الوطني لمناصرة القدس. وقال شهود عيان لـ”العربي الجديد”، إن الشبان أحرقوا الإطارات المطاطية وأغلقوا الطريق الموصلة لجهة المصانع، ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة.

وامتدت المواجهات إلى بلدة عزون قرب مدينة قلقيلية شمالي الضفة، بعد أن استهدف شبان آلية لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدخلها بالزجاجات الحارقة.

وقال الناشط حمد شبيطة لـ”العربي الجديد”: “إن قوات الاحتلال فرضت طوقاً على البلدة وأغلقت مدخلها الرئيسي، وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز تجاه الشبان، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، وتصدى الشبان لقوات الاحتلال، حيث رشقوهم بالحجارة وأغلقوا الطرق لمنع تغولهم في البلدة”.

من جانب آخر، أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، مساء الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين الذين أدوا صلاة العشاء والتراويح على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي جنوبي الضفة، إسناداً لأهل القدس، وتنديداً بانتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين والمسجد الأقصى، حيث أقيمت الفعالية تلبية لدعوة لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم.

وفي شأن منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، الأسير المحرر الصحافي محمد علي عتيق من بلدة برقين جنوب غربي جنين أثناء عودته من الصلاة في المسجد الأقصى، وكذلك اعتقل الاحتلال الأسير المحرر مفيد جلغوم من قرية فقوعة شمال شرقي جنين، لدى عودته أيضاً من الصلاة في المسجد الأقصى.

مقالات ذات صلة