العلاج بالجرابات!.. احمد حسن الزعبي

لقد قامت بمراجعة أكثر من 15 طبيباً نفسيا،بعضهم فشل وبعضهم الآخر كان هو نفسه بحاجة إلى طبيب نفسي. على أية حال بشكل أو بآخر تفاقم الإدمان وفسد السلوك ،فازداد الوضع سوءاً،لذلك قالوا لأمه حتى تقطع الطريق على اليأس، وكي لا تفقد فلذة كبدها في جرعة زائدة لا قدّر الله : أن أحداً لن يستطيع معالجة ابنها الكسول المدمن الراسب السرسري المديون المطلوب قضائيا المرفوض اجتماعياً الا ذلك الأخصائي النفسي الشهير ، فإذا لم يستطع فلن يستطيع غيره..
المهم ، زارته في عيادته القابعة فوق أحد البنوك..سألها : ما المشكلة؟
الأم: اسمع يا دكتور ،لنا سنوات على هذا الحال، ابني فاسد، جاحد، لا ينجز أي عمل مفيد، يأخذ مصروفه مني، وأحيانا يسرق البيت ليصرف، فاشل بكل المقاييس غير (كفؤ) في أي مهمة توكل إليه،فاشل دراسياً، مكروه اجتماعياً،لا يقبل النقد، متكبّر، أينما وجد طردوه من المكان الذي يزوره ، سمعة البيت صارت سيئة ، الديون زادت ، والتفكك الأسري على أشدّه ، وكل ما نريده منك مجرّد علاج شاف وواف لوضعنا ، أهمها تصحيح هذا السلوك، كل ما نريده منك يا دكتور وأنت الخبير وأنت الأمل المتبقي لنا بعد الله وتعالى أن “يغيّر النهج”، و”يقوّم” السلوك ويبدأ الصلاح ويبدو الإخلاص والنجاح ، ولك كل الخيار افعل ما تشاء، اكتب له على علاج ،ادخله دورة تأهيل، أعطه وصايا..المهم أن يتحسّن ويتعافى..
الدكتور: معقول اللي بتحكيه لهالدرجة صاير هيك؟!..
الأم: وأكثر يا دكتور..دخيلك يا دكتور تنقذنا..

الدكتور لبس النظارات: بسيطة..وكتب وصفة صغيرة..

الأم: شو هاظ يا دكتور؟
الدكتور: خلّيه يغير جراباته لــ”جرابات” شتوي لون أرزق مخطط بأصفر بتشتريهم من البسطة اللي تحت وبتحسّن إن شاء الله!.
الأم: الجرابات علاج؟؟..
الدكتور: هاظ اللي بمون عليه..يا أختي!.
**
وبقلك تعديل وزاري.

مقالات ذات صلة