الشاذلي بطل حرب أكتوبر يُكافأ بالنفي والسجن . . !

موسى العدوان

حرير- الفريق #سعد_الدين_الشاذلي ( 1922 – 2011 ) يعتبر من اعلام #العسكرية_العربية، أشغل وظائف عديدة وهامة في #القوات_المسلحة_المصرية. وكان أثناء #حرب_أكتوبر 1973 رئيسا لأركان القوات المسلحة، وكان الرأس المخطّط والمدبّر لتلك الحرب، التي دمّرت خط بارليف، أعظم مانع عسكري في التاريخ.

كان الشاذلي قبل ذلك قد أسس وقاد سلاح المظلات في الجيش المصري، وشارك في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وحرب حزيران 1967، وحرب الاستنزاف 1967 – 1970، وأخيرا حرب أكتوبر 1973.

وخلال سير العمليات العسكرية في حرب أكتوبر، أختلف مع الرئيس السادات ووزير الحربية أحمد إسماعيل في سحب بعض القوات من شرق القناة لتتصدى لقوات شارون في ثغرة الدفرسوار، والتي كانت نتائجها وبالا على القوات المسلحة المصرية في الميدان، الأمر الذي دفع الشاذلي لتقديم استقالته من منصبه كرئيس للأركان، فأبعد عن البلاد بتعيينه سفيرا في بريطانيا، ثم سفيرا في البرتغال لاحقا.

عندما عُقدت محادثات كامب ديفيد، ووقع عليها السادات عام 1978 انتقدها الشاذلي علنا معبّرا عن رأيه الرافض لتلك الاتفاقيات. فاشتد خلافه مع السادات إلى حدّ أنه حذف اسم الشاذلي وصوره من القائمة الرسمية لحرب أكتوبر، فقدّم استقالته من الخارجية وذهب إلى الجزائر طالبا اللجوء السياسي.

وهناك كتب مذكراته التي روى فيها حقيقة ما جرى في حرب أكتوبر. فاعتبر السادات أن الشاذلي قد أفشى أسرار الدولة، فتمت الإساءة إلى سمعته، ومُنع كتابه من التداول في مصر، وجرت محاكمته غيابيا، حيث تقرر فيها الحكم عليه بالسجن مع الأشغال الشاقة لثلاث سنوات، ومصادرة جميع أملاكه.

بعد اغتيال السادات عام 1981، انتقلت العداوة للشاذلي، إلى الرئيس الجديد محمد حسني مبارك. وكان مبارك في حرب أكتوبر قائدا لسلاح الجو تحت رئاسة الشاذلي. وفي عام 1992 عاد الشاذلي إلى مصر بعد مضي 14 سنه عليه لاجئا سياسيا في الجزائر، فألُقي اقبض عليه في المطار.

أصرّ الرئيس مبارك على تنفيذ العقوبة بسجنه، حيث أمضى سنة في السجن ثم أعفي عنه، وعاش بقية حياته بعيدا عن الأضواء، إلى أن توفي في 10 فبراير/ شباط 2011، عن عمر يناهز ال 88 عاما.

يبدو أن المسؤولين في الدول العربية ذات الحكم الشمولي، يعتبرون كل من يعبّر عن رأيه الشخصي، بكلام صريح وصادق حرصا على بلده، قد اخترق حرمة الوطن ويجب معاقبته، مهما قدم من خدمات وطنية وتضحيات سابقة من أجل للوطن . . !

هكذا كوفئ الفريق سعد الدين الشاذلي بطل حرب أكتوبر بالنفي والسجن، بدل أن يُخلّد اسمه ببناء صرح على ضفة قناة السويس الشرقية حاملا اسمه، تذكيرا للأجيال اللاحقة بما قدم للوطن.

رحم الله الفريق الشاذلي بطل حرب أكتوبر، ومحطّم الغطرسة الإسرائيلية على حصون خط بارليف، في الضفة الشرقية لقناة السويس.

 

مقالات ذات صلة