جلسات محاكمة.. أحمد حسن الزعبي

في اربد والطفيلة ومعان ومادبا والمفرق والزرقاء والعقبة وعجلون لم تكن جلسات حوارية بين الفريق الوزاري والمواطنين حول قانون الضريبة ، بل كانت جلسات محاكمة بامتياز ، لا يغرنّك من يجلس على “المنصّة” ومن يجلس في القاع ، فمكان الجلوس ليس مهمّاً في هكذا معارك ، كان الفريق الوزاري المتجول يجلس في قفص الاتهام أمام الجموع الغاضبة ، ولا أظن أن الصامتين والجالسين في الصفوف الأولى أقل حنقاً وغضباً وكرهاً لهذه الزيارات من الهاتفين في الصفوف الخلفية..الأصوات مرتفعة، الحناجر مخنوقة، الأصوات تغرغر بالجوع، والسقوف ملتهبة وقابلة للارتفاع ..والحكومة تصرّ على الحوار حول كيفية الجوع القادم ومقداره وتوقيته للمواطنين..
فلنكن صريحين مع أنفسنا ، “جلسات المحاكمة” العلنية التي يقودها الشارع الآن للحكومة هي جلسات محاكمة للنهج كله وليس لقانون الضريبة ولا للشخوص الذين يعملون على ريموت كنترول صندوق النقد الدولي فانتبهوا الى الوجع لتصرفوا “روشيتة” العلاج المناسب.
فعندما حرر النسور البترول قال أن سبب عجز الموازنة هو دعم المحروقات بالدرجة الأولى ووعدنا بتسكير الموازنة وسد جزء من المديونية القديمة ، فألغى الدعم تماماً وحرر الأسعار وطلعت الناس على دوار الداخلية ، ثم زادت المديونية 4 مليار دفعة واحدة ، جاء الملقي وقال أن سبب عجز الموازنة دعم الخبز، فأزال دعم الخبز ،وارتفعت المديونية مليار ونصف أيضاَ، جاء الرزاز ووضع فرق المحروقات على فاتورة الكهرباء “سلبدة” وبــ”ملاسة” متناهية وها هو يحفر حول قانون الضريبة تحت حجة دعم المشاريع التنموية والأخذ من الغني للفقير وسد العجز وقسماً سترتفع المديونية كسابقيه ان لم تكن أكثر ، لأن نهج الغرق واحد، فمن يريد ان ينجو من البحر عليه أن يستخدم طوافة خشب لا “تنك ماء”.

قبل أسبوعين لبس الرزاز في الجامعة الأردنية قبّعة روبن هود وقال انه سيأخذ من الغني ويعطي الفقير ،وهو يعرف تماماً أن روبن هود كان حرّاً ولم يكن مملوكاً ومرهوناً لصندوق النقد الدولي، وهو يعرف أيضاَ انه سيأخذ من الفقير والغني على حدّ سواء ويعطيها للصندوق أو ربما تتبخّر الأموال وهي في طريقها للخزينة حسب تفسيرات “هالة الزواتي” .

**
سؤالي للفريق المتجوّل الذي يحمل صواني الجوع فوق رأسه وينادي في الحواري..ألم تقرؤوا مزاج الشارع بعد؟ ان كان لا فهذه كارثة وإذا كان نعم ولم تسحبوا القانون فانتم إذن شركاء وأصحاب أجندة بالقادم المرعب..
طيب بلاش ،سؤال من زاوية أخرى ، ماذا لو لم يقرّ قانون الضريبة ؟ما الذي يحصل؟ لا شيء.. ستحصلون على نفس القرض لكن بفائدة أعلى قليلاً..ومن قال أننا سنتخلّص من دبق الدين الذي بلوتمونا فيه ، اذهبوا لخياركم الثاني اذن واربحوا استقرار الوطن.
في الختام ، دين جديد أم (سداد مبكّر) ؟؟؟ لكم الخيار والقرار..وسنعرف على ضوئها من أنتم أو مم تتكوّنون انتم!!

مقالات ذات صلة