جامعة طنطا تناقش رسالة دكتوراه للباحث المتوفى محمد شاهين حتى لا يسرق جهده العلمي

حرير – الصدفة وحدها كانت وراء حفظ حق أسرة في جهد عائلها، وإصرار أحد أساتذة جامعة طنطا على تسجيل رسالة دكتوراه باسم صاحبها، الذي لم يمهله القدر لمناقشتها بعد جهد استمر قرابة 5 سنوات كاملة، ليذهب إلى ربه قبل الموعد المحدد للمناقشة بأيام معدودة.

قال الدكتور مصطفى صادق وكيل كلية التربية السابق بجامعة طنطا وأستاذ ورئيس قسم رياض الأطفال بالكلية، إنه كان على موعد لمناقشة رسالة بالكلية عندما فوجئ بخلو القاعة المجاورة والمخصصة لمناقشة رسالة دكتوراه للباحث محمد ماضي ماضي شاهين، الذي يعمل معلما، وذلك لوفاة الباحث قبل أيام من المناقشة، وعرف أن الباحث يعمل معلما وحصل على دبلومة وماجستير واستكمل الإعداد لرسالة الدكتوراه بقسم مناهج التدريس، لكن السرطان هاجمه في منتصف العام الماضي، وظل يصارع الزمن والمرض ويلح في تحديد موعد للمناقشة قبل أن يلقى ربه.

وأضاف صادق، لـ”الشروق”، أنه بعد جهد كبير تم تحديد الموعد في يوم 17 ديسمبر من العام الماضي، وحجز القاعة وإعداد اللافتات وروب المناقشة والنسخ الخاصة باللجنة ليختطف الموت الباحث  قبل أيام من المناقشة، مضيفا أن الخوف على جهد ومال الباحث الذي لم تسجل الرسالة باسمه ولم تنشر كان أن يتم الاستيلاء عليها، فكانت رحلة استمرت 100 يوم للحفاظ على حق الباحث المتوفي وأسرته، وتم مخاطبة لجنة الدراسات العليا برئاسة الدكتور كمال عكاشة نائب رئيس جامعة طنطا، التي وافقت على إدراج الرسالة وعرضها على مجلس الكلية ثم مجلس الجامعة وعلى لجنة الدراسات العليا المكونة من 14 أستاذا يمثلون كل كليات الجامعة، وبعد هذا الجهد وافق مجلس الجامعة على مناقشة شرفية لرسالة الباحث وتأبينه وتكريم أسرته  .

وتابع صادق: وفي اليوم المحدد، حرص الدكتور كمال عكاشة نائب رئيس جامعة طنطا على الحضور بنفسه، ووضع صورة الباحث المتوفي والروب الخاص به على مقعده الخالي، وألقت الدكتورة سعاد شاهين مشرفة الرسالة بعنوان “تصميم وإنتاج المقررات الإلكترونية فى بيئة تعلم تشاركية وفقا لنظامي موودل وكلاسيرا لتصميم وإنتاج المقررات الإلكترونية وعلاقة ذلك بالتفكير الناقد لدى معلمي المرحلة الإعدادية”، ملخصا للبحث بدلا من الباحث، وقدم رئيس القسم مقدمة عنه، وأوصت اللجنة بنشر الرسالة في عدد خاص بالمجلة العلمية ووضع الرسالة في مكتبة الكلية، مع منح الباحث دكتوراه شرفية، وتكريم زوجته وأولاده.

واستطرد صادق: وحرص الدكتور كمال عكاشة على إلباس نجل الباحث روب والده، كما حرصت أسرة الباحث على إهداء نسخة من الرسالة إلى نائب رئيس جامعة طنطا في سابقة تعد الأولى من نوعها أن تناقش رسالة لباحث متوفي حتى لا يسرق جهده وتنسب الرسالة لغيره في غفلة من الزمن.

عنوان الرسالة “تصميم وإنتاج المقررات  الإلكترونية فى بيئة تعلم تشاركية وفقا لنظامي موودل وكلاسيرا لتصميم وانتاج المقررات الإلكترونية وعلاقة ذلك بالتفكير الناقد لدى معلمي المرحلة الإعدادية”.

– الشروق

مقالات ذات صلة