جوليت عواد وأطفال مخيم البقعة يجتمعون في مبادرة ‘‘هيا نقرأ‘‘

 “القراءة تعني الانتقال بالذات لحياة أفضل، وكسب مهارات عديدة، حتى أنها مقاومة العصر، فالأطفال والشباب عليهم بالقراءة بنهم شديد، لأنهم يقاومون العدو بهذه الطريقة”، هذا ما وصفت به الفنانة الأردنية جوليت عواد مبادرتها “هيا نقرأ” خلال فعالية “أوزان” الجديدة.

وتوضح عواد، أن “أوزان” يقصد بها أوزان الشعر، التي تهدف إلى التعامل مع الأطفال وجعلهم يحبون القراءة من خلال قراءة القصص القصيرة.

في هذه الفعالية، اختارت الفنانة عواد التعاون مع جمعية الانتصار في مخيم البقعة، لتنفيذ مبادرتها التي انطلقت يوم الجمعة الموافق 5 تشرين الأول (اكتوبر)، مشيرة إلى أن “مقاومة العدو المحتل اليوم للطفل الفلسطيني المهجر واللاجئ.. لا يمكن أن تكون من خلال السلاح الحقيقي، وإنما بالعلم والثقافة والمعرفة والتي تبدأ بالقراءة، والقراءة الكثيرة”.

هكذا بدأت الفنانة الأردنية مشوارها مع أطفال الجمعية، إذ قرأت لهم قصة قصيرة من خلال جعل الأطفال أنفسهم يقرأونها أمام زملائهم، ثم مثل الأطفال المسرحية أمام المسؤولين عن الجمعية.

“أوزان” رأت النور للمرة الأولى منذ أربعة أشهر، من خلال جمعية رعاية الفن الخيرية، والتي تعنى بالأطفال كثيرا، بحسب عواد، مؤكدة أنها أسست الفكرة مع مها شاهين، ثم انضمت فيما بعد كل من: زهور جمجوم، وسامة خوري، وانتصار خليفة.

وتشرح عواد عن فعاليات المبادرة بقولها، يجتمع الأطفال ويقرأون قصة قصيرة من خلال تقسيمها على عدة أطفال، ويتم الحوار بينهم، ويتم توضيح المعاني، إذ يكون الحماس كبيرا جدا بين الأطفال وعواد، ومن بعدها يرسمون ما يتذكرونه من شخصيات القصة على الورق، ليتم اختيار الأطفال وتشجيعهم للرسم الاحترافي مع فنان تشكيلي، بالإضافة لرسم ما ترمز له القصة على جدارية، على أنغام الموسيقى الهادئة.

وتنتهي الفعالية من خلال تمثيل بعض الأطفال لأحداث القصة أمام زملائهم، وبذلك تبين عواد، خلال مراحل تطبيق فعاليات المبادرة يتعلم الطفل أهمية القراءة، ويتطور لديه الحس الفني، بالرسم والغناء والموسيقى وكذلك التمثيل.

وتؤكد عواد، كانت بداية هذه المبادرة في المكتبة الأزبكية، لكن بعد أن كبرت فكرت هي وشريكاتها في المبادرة بالتوسع أكثر، لتصل إلى الجمعيات المعنية بالطفل الأقل حظا، ليجوبوا شمال البلاد إلى جنوبها، وينشروا ثقافة القراءة، والتعريف بأهميتها وأهمية الفنون الأخرى، وتطبيقها بشكل بسيط يترك أثرا إيجابيا عند الأطفال.

وهذه المبادرة منبثقة عن مبادرة أخرى بدأت قبل سبعة أعوام من خلال جمعية آرام للمسرح التوعوي والفنون، إذ كانت معنية بتحول النصوص والأفكار الأكاديمية لجعلها مسرحا يؤديه الطلاب، إذ حضر هذا المسرح أكثر من 500 ألف طالب وطالبة على مدى الأعوام الماضية، وكانت هذه المسارح تجول المملكة من شمالها وحتى جنوبها.

وتؤكد الفنانة عواد، أن الطفل العربي عليه أن يتسلح بكل سبل المعرفة كالقراءة والمسرح والغناء والموسيقى والرسم وغيرها، مشجعة الطرق السلمية للتعبير عن الذات، مشيرة إلى أن الاهتمام بالطفل العربي وجعل القراءة نهجا في حياته، يعني بعده عن العنف، وعن السلوك الانحرافي، والبعد عن السخط على المجتمع وعلى ظروفه الصعبة، وتعليمه النظر بإيجابية والاهتمام بالمعرفة التي تغير حاله بكل تأكيد للأفضل وإن كان طفلا أقل حظا.

وللحديث عن التشجيع لهذه النشاطات، توضح رئيسة جمعية الانتصار الخيرية مصممة الأزياء انتصار الفرخ، أنها تشجع هذه الفعاليات في جمعيتها، والتي تعنى بنحو 300 عضو فيها مع عائلاتهم.

وتؤكد دعمها لهذه المشاريع، مبينة، أن الجمعية تعني بتنظيم نشاط تثقيفي لأبناء المنطقة أسبوعيا، بمواضيع تعليمية مختلفة، منها أهمية الإهتمام بدروس الأطفال.

وتهتم الجمعية بالسيدات من خلال تعليمهن الخياطة والتجميل، والقيام ببعض البازارات الخيرية لبيع المنتجات التي يقمن بعملها وصناعتها يدويا كالصابون والمنتوجات الغذائية البيتية وأعمال الحياكة، وذلك دعما للأسر الفقيرة وتعليم النساء المهن التي من الممكن أن تكون سببا في تحسين أحوالهن.

 

الغد

مقالات ذات صلة