
قصف المدنيين في ظل تهاوي قدرات الجيش الإسرائيلي .. لماذا
حاتم الكسواني
في ظل التقارير التي تؤكد تهاوي الجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على شن حروب ميدانية على عدد من الجبهات بسبب نقص في العناصر المقاتلة ونقص في سائقي الدبابات ، وعدم عودة ضباطه وعناصر جيشه إلى وحداتهم المقاتلة
فوفق الجزيرة نت ان تقريرا أظهر بأن جيش الاحتلال وفق ما كشفته القناة الـ12 الإسرائيلية- يعاني من نقص يقدّر بـ 1300 ضابط في جميع الوحدات القتالية، من رتبة ملازم وصولا إلى نقيب، إضافة إلى 300 ضابط آخر برتبة رائد في الوحدات القتالية المختلفة.
ولا تتوقف الأزمة عند هذا الحد، إذ توقع الجيش أن 30% من كبار قادته سيغادرون صفوفه بدءا من العام المقبل، في مؤشر على موجة خروج متسارعة تطال ذوي الخبرة والرتب القيادية.
وكشف التقرير عن انهيار لافت في استعداد الضباط وضباط الصف لمواصلة الخدمة:
- %37 فقط من الضباط أبدوا استعدادا للاستمرار هذا العام مقارنة بـ58% عام 2018.
- %63 فقط من ضباط الصف مستعدون للبقاء، مقابل 83% قبل 7 أعوام
وبالإضافة إلى هذه الحقائق فإن التقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي قد ارهقته الحرب التي شنها خلال العامين الماضيين على أكثر من جبهة بشكل أصبح معها لا يقوى على إستمرار شن هجماته بنفس الوتيرة والتأثير .
وهذا ما تشي به الاشتباكات التي دارت اليوم بين 3 من مقاتلي حماس العالقين بالأنفاق والجيش الإسرائيلي حيث تمكن مقاتلو حماس من إطلاق قذيفة مضادة للدروع على آلية إسرائيلية وإلصاق لغم في آلية ثانية وعودة بعضهم إلىالنفق الذي خرجوا منه بعد تنفيذ عمليتهم الجريئة، الأمر الذي دفع قوات الإحتلال إلى قصف خيام اللاجئين المدنيين في غزة وإيقاع عدد من الشهداء بين ساكنيها
وعليه نكتشفى بأن الجيش الإسرائيلي يفضل ان يقوم بحرب الاغتيالات والإبادة وقتل المدنيين في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا التي ينفذها سلاح طيرانه دون اللجوء إلى الإشتباك الميداني الذي يوقع الخسائر بجيشه المتعب الجبان . بالإضافة إلى مواصلته لعبة تحقيق أهداف حربه بالمفاوضات وإتفاقيات السلام التكتيكية التي لا يلتزم بها بأية وعود او عهود مستفيدا من دعم الشريك الامريكي وصمت المجتمع الدولي وضعف تأثير الوسيط العربي .
واغلب الظن بأن الحملات الدعائية التي يشنها نتنياهو والتي يوحي فيها بأن جيشه وقادته يمسكون بمقاليد الأمور ما هي إلا حملات زائفة وهي جزء من خطة للنيل من صمود جبهات المواجهة العربية المقاومة وجبهات النواجهة السياسية الدولية في البرلمانات والشوارع المؤيدة للحق الفلسطيني والمطالبة بلجم التطرف والعنجهية الإسرائيلية وتمكين الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير وتأسيس دولته على ثرى ترابه الوطني .
وماهي إلا مسألة وقت حتى تطفو على السطح عوامل تفكك القوة الإسرائيلية وتفكك عرى تماسك مجتمعه الذي يهرب من الداخل الإسرائيلي إلى كل إتجاه خارجه … لكن ما يطيل عدم حدوث هذه الصورة هو عدم وجود مشروع عربي يحاصر المجتمع الإسرائيلي إقتصاديا وثقافيا وسياسيا على صعيد جبهته الداخلية وفي كل الجبهات الدولية الممكنة ويقف في وجه المخططات المبيتة منذ زمن بعيد لإبادة اهل غزة والضفة الغربية ويؤازر بجدية سياسات حصارهم وإضعافهم واملالهم ومحاولات تهجيرهم القسري بإدعاءات هجرتهم الطوعية .. وغيرها من الأساليب المخادعة .



