لماذا أعجبت بهذا؟!.. صالح عبدالكريم عربيات

بعد أن يشمط أحد النواب زميلا له بوكسا أو زجاجة ماء كيف سنعلق على هذه الحادثة بعد إقرار قانون الجرائم الألكترونية؟!

خوفا من العقاب ربما سنكتب على مواقع التواصل الاجتماعي (تسلم الأيادي).. وسيراه البعض عملا بطوليا يدخل ضمن (وأعدوا لهم ما استطعتم)، بينما آخرون سيشيدون بقوة البوكس وانه لم يخرج عن تعاليم الدين حيث (أن خير من استأجرت القوي الأمين).. وأن (البوكس) ما هو الا رسالة لأعداء الأمة من أعضاء مجلس الأمة، وسيستشهد البعض بمدى انسانية النائب وعطفه وحنانه بالمثل القائل: (بوكس باليد ولا قنوة على الرأس)!
أما بالنسبة لزجاجة الماء فسنكتب: ان الهدف من رميها هو توفير النفقات من خلال التبريد على أعضاء مجلس النواب بالماء بدلا من استخدام المكيفات.. وسنطالب اتحاد العاب القوى بضم النائب الى المنتخب الوطني لرمي (الجلّة) لموهبته في الرمي لمسافات بعيدة، أو ضم النائب لمنتخب (الرماية) فقد أبدع في اصابته الهدف بدقة متناهية، بينما سيرى بعض السياسيين أن هناك رسالة بالغة من رمي زجاجة الماء لنقول للعالم أجمع أننا في الأردن ولله الحمد ننعم برش الماء بينما دول مجاورة انبلت برش الدم!
أما اذا ما التقطت عدسات المصورين صورة مذكرة داخلية بين النواب تسأل عن الملوخية الناشفة او عن موعد تخزين الباميا في الجلسة المخصصة للبحث عمن أضاع مقدرات الوطن، فسنرى في ذلك تشجيعا للقطاع الزراعي، وسنشكر النواب على مدى حرصهم على انقاذ موسم الباميا، وسنسجل عتبنا فقط عليهم بأن لا أحد منهم سأل عن موسم رصع الزيتون؟!
نعم نريد قانونا صارما لعدم اغتيال الشخصية، كيف نسمح لأنفسنا أن نصوّر عنزا في سيارة أو بكم حكومي خارج اوقات الدوام الرسمي ونكيل التهم والشتائم للمسؤولين على سوء استخدام المال العام.. بينما في دول الغرب توقف خطوط القطارات او يمنع هبوط الطائرات اذا ما تواجدت قطة على سكة الحديد او مدرج الطائرات حفاظا على سلامتها.. لماذا قلوبنا دائما سوداء ولا ترى الجانب الانساني لدى المسؤول الحكومي حين يعطف ويسخر إمكانات الدولة للحفاظ على راحة العنز!
لا أدري هل مشكلة البلد الآن اللايكات فسارعنا لإقرار مشروع قانون للجرائم الإلكترونية ليسألك لماذا أعجبت بهذا؟! ام كارثة البلد المديونية التي هي بالمليارات ومع ذلك لم يحن الوقت بعد لنسأل كثيرا من متورمي الثروة: من أين لكم هذا؟!

مقالات ذات صلة