الأردن.. والأعباء المالية لعجز «الأونروا».. عوني الداوود

86 مليون دولار هو العجز المالي المتبقي للعام الحالي 2018 لوكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجيئن الفلسطينيين «الأونروا».

هذا الرقم الذي اعلنته امس الوكالة على لسان الناطق الرسمي باسمها، والتأكيد على ان الوكالة حصلت على 118 مليون دولار خلال الاجتماع الخاص الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة لدعم الوكالة.
هذا الرقم لم يكن ليتأتى لولا الجهود الاردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، وعمله الدؤوب في كل انحاء العالم، ولقاءاته مع قادة وزعماء العالم، والتي كان آخرها زيارة العمل الاخيرة الى نيويورك والتي رافقته فيها جلالة الملكة رانيا العبد الله، وخطاب جلالته في الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة، اضافة الى اللقاءات الهامة سواءً مع قادة وزعماء العالم او مع المسؤولين الامريكيين، وغيرهم..
قضية «الأونروا» بالنسبة للأردن قضية تحظى باهتمام كبير، لأبعادها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية.
فالأردن الذي يعاني من ظروف اقتصادية صعبة ، زاد من تفاقمها أعباء اللجوء السوري، والتي شهد العالم – بمن فيهم الرئيس الاميركي ترامب في خطابه بالامم المتحدة – للأردن بالدور الكبير والإنساني الذي تتحمله نتيجة أعباء اللجوء السوري، إضافة إلى تحمل الأردن تحديات أخرى مثل : عجز الموازنة، وارتفاع المديونية، وارتفاع فاتورة الطاقة، جرّاء توقف الغاز المصري، وتراجع المساعدات، وإغلاق الأسواق المجاورة، نتيجة الأزمات الإقليمية، وغيرها من الأعباء.. ولذلك كله فالأردن لا يحتمل أزمة أخرى، تتعلق بـ «الأونروا» بكل أبعادها، والتي بدأت العام الحالي بعجز يصل نحو 446 مليون دولار،  ليتقلص الآن إلى نحو 68 مليون دولار، بفضل الجهود الأردنية المتواصلة، وتعاون دول صديقة، وفي مقدمتها: تركيا، واليابان، والسويد، والمجموعة الأوروبية، إضافة إلى بريطانيا، التي ستستضيف العام المقبل مؤتمرا لدعم الاقتصاد والاستثمار في الأردن.
الأثر الاقتصادي على الأردن جرّاء عجز «الأونروا» المالي، بعد القرار الأمريكي بوقف دعم هذه الوكالة لأسباب سياسية معروفة أثر كبير وخطير، سينعكس سلبا على جميع الخدمات المقدمة للاجئين سواء في البنى التحتية، او الخدمات الصحية، او التعليمية… وغيرها، وإذا كان الأردن، وبمواصلة الجهود الجبارة قادر على تغطية العجز بدعم دول العالم هذا العام، فإنه بحاجة الى مواصلة الجهود ودعم دول العالم لمأسسة مرحلة دعم هذه الوكالة لمرحلة ما بعد توقف الدعم الأمريكي.

مقالات ذات صلة