ترامب يهدد إسرائيل!

خالد دلال

حرير- على العرب فورا، وبعيدا عن إضاعة الوقت، استغلال تهديد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العلني لإسرائيل بأنها “ستفقد كل الدعم الأميركي إذا مضت قدما في ضم الضفة الغربية”، بعد تصويت الكنيست الإسرائيلي بالمصادقة التمهيدية على ذلك.

المهم في تصريح ترامب، لمجلة تايم الأميركية مؤخرا، أن الدافع في قول ذلك وعد قطعه للدول العربية، ما يؤسس حقيقة مفادها أن العرب إذا ما تحركوا بيد واحدة فهم قادرون على إحداث الفارق في التوجه الأميركي حيال مواقف واشنطن في التعامل مع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

على الجامعة العربية إصدار بيان يرحب بتصريح ترامب، وتأكيد الالتزام بالعمل مع الإدارة الأميركية، وصولا إلى إحياء عملية السلام مجددا، وفق حل الدولتين، والاشتراط للمضي في اتفاقات التطبيع الإبراهيمية قيام الدولة الفلسطينية أولا.

الغضب الأميركي من إسرائيل لم يتوقف عند ترامب، فها هو نائبه، جيه دي فانس، وخلال زيارته لتل أبيب مؤخرا، يصف ما قام به الكنيست بأنه “حيلة سياسية غبية”، مؤكدا، كما تناولت وسائل الإعلام، “أن الضفة الغربية لن يتم ضمها إلى إسرائيل”.

وهذا ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الاختباء خلف مقولة أن التصويت جاء “استفزازا سياسيا متعمدا من قبل المعارضة”. وعليه، فقد وجه الائتلاف الخاص به بعدم التصويت على أي قانون متعلق بالسيادة على الضفة الغربية مستقبلا.

لكن هذا الكلام لا ينطلي على الإدارة الأميركية التي تشعر بأن إسرائيل تحاول استغفالها، وهو ما يثير غضب ترامب، وهذا ما قد يولد فرصة لوضع الأجندة العربية الموحدة على الرادار الأميركي بقوة خلال هذه المرحلة.

الأولويات فيما يخص القضية الفلسطينية كثيرة، وأهمها تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق عملية إعادة الإعمار هناك، والوقوف صفا واحدا ضد محاولات إسرائيل ضم الضفة الغربية. ولا بد بعد ذلك من العودة إلى عملية سلام برعاية وضمانة أميركية، خصوصا مع وجود رئيس أميركي مولع بتقديم نفسه بطلا للسلام في العالم.

إنها لعبة الأوراق السياسية، بعد أن وصل الجميع، أميركيا وعربيا وإسرائيليا، إلى قناعة أن ترامب قادر على إرغام نتنياهو إن أراد. والعرب، بما يملكونه من أوراق ضغط يفهمها ترامب جيدا، وأهمها المال والجغرافيا، قادرون على التأثير في قرارات ترامب لصالح قضاياهم. فهل من متدبر؟

 

مقالات ذات صلة