
ندوة بمعرض عمان الدولي للكتاب تتناول “الأدب الأردني في ربع قرن”
حرير – تناولت ندوة عُقدت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب والذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين، ويختتم السبت المقبل حملت عنوان “الأدب الأردني في ربع قرن”، تناولت التطورات التي طرأت على الساحة الأدبية الأردنية خلال الخمسة وعشرين عاماً الماضية.
وتميزت هذه الفترة ببروز عدد كبير من الأدباء، وكثرة الجوائز العربية والدولية والمحلية التي حاز عليها المبدعون الأردنيون، إضافة إلى غزيرة الإنتاج الأدبي.
وشارك في الندوة كل من الدكتورة منتهى الحراحشة والدكتور عماد الضمور والدكتور حسن المجالي، وأدارها الدكتور أحمد راشد.
وقدمت الدكتورة الحراحشة، أستاذة الدراسات العليا في جامعة آل البيت مداخلة بعنوان “الرواية الأردنية في الربع القرن الأخير: الرؤية والامتداد”، مؤكدة أن الرواية الأردنية لم تأتِ بالصدفة بل هي نتاج “تجربة تمخضت عبر ميراث زمني ممتد” وعزت القفزة في مستواها إلى “نضج الوعي بالممارسة الفعلية الجادة لفعل الكتابة”.
تناولت المداخلة موقع الرواية الأردنية من الرواية العربية ومظاهر التجريب، مشيرة إلى أن الرواية الأردنية استوعبت جل القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية والقومية.
وأكدت الدكتورة الحراحشة أن المكان الأردني (كالقرى والمدن والبوادي والأسواق) حاضر بوضوح في الرواية، مما يعطيها قيمتها وأهميتها.
وأعلنت من منبر الندوة أن الروائي جلال برجس هو “أبو الواقعية الاجتماعية الأردنية” مستشهدة بتناوله لقضية القرية والمدينة والمجتمع العماني بين القديم والحديث، ووصفه لمناطق مثل اللويبدة وجبل القلعة، وأشارت إلى روايته الفائزة بجائزة كتارا 2015 “أفاعي النار حكاية العاشق علي بن محمود القصاد”، التي تدافع عن مقولة إنسانية تتمثل في “الحب أمام الكره، وحكاية قبول الآخر أمام رفضه”.
وختمت الدكتورة الحراحشة بالتأكيد على أن الرواية الأردنية استطاعت أن تشكل بصمة خاصة وهويتها، وأنها خرجت من رحم المجتمع الأردني في صمت.
من جهته، تناول الدكتور الضمور أستاذ النقد والأدب الحديث في جامعة البلقاء الحديث عن الشعر الأردني في الألفية الجديدة موضحا أن الشعر الأردني واجه تحديات جديدة تماثل ما واجهه الشعر العربي، أبرزها توغل قصيدة النثر، والتأثر بالفضاء الرقمي، والتحديات التي فرضتها الثورة الصناعية الرابعة .
شدد الدكتور الضمور على أن المد السردي، وبخاصة الرواية، جاء على حساب الشعر، مما أدى إلى تراجع ثقافة الشعر من حيث الجمهور المتذوق والمبدع، وذكر أن المطبوعات من الرواية والقصة تفوق مئات المرات ما ينشر من دواوين شعرية .
من أبرز ملامح الشعر الأردني في هذه المرحلة، أشار إلى العمق في توظيف الأسطورة، مع بقاء فلسطين قضية مركزية في كل ديوان شعري يصدر تقريباً، مما يدل على أن البوصلة بقيت ملازمة للاهتمامات القومية، معربا عن تفاؤله بعودة الشعر إلى الصدارة، مؤكداً أن الشاعر هو فيلسوف وحكيم.
في مداخلته حول “الرواية والقصة القصيرة في الأردن”، أكد الدكتور المجالي أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد في جامعة البلقاء أن الأردن لا يملك إلا القوة الناعمة المتمثلة في قوة الثقافة والخطاب الإبداعي.
وأشار إلى تحولات لافتة في الأدب الأردني شملت تنوع الموضوعات وظهور الكتابة الرمزية والواقعية الجديدة، واستدعاء الموروث التاريخي والأسطوري. وذكر أسماء بارزة مثل جمال ناجي وسميحة خريس وهزاع البراري.
ونبه الدكتور المجالي إلى ظاهرة خطيرة وهي ظهور أسماء تستسهل فكرة الكتابة، سواء في النظم الشعري أو في السرد، مما أدى إلى كم هائل من المطبوعات التي ربما لا تستحق ثمن الحبر الذي دفع لطباعة هذه الأعمال. وأكد أن الحكم على الجودة يُترك للزمن، لأن البقاء دائماً للأعمق وللأجود وللأصلح.
وفيما يخص القصة القصيرة، بيّن أنها تميزت بالتكثيف وظهور القصة الومضة (مثل محمود الريماوي)، والتركيز على التفاصيل اليومية والعادية (مثل بسمة نسور)، ومعالجة قضايا الواقع الاجتماعي .
واختتم الدكتور المجالي بالدعوة إلى الاحتفاء بالأدباء والكتّاب الأردنيين، مشيراً إلى أن “مزمار الحي لا يطرب دائماً”.
وفي ختام الندوة، قدم الدكتور أحمد راشد الشكر للمحاضرين والحضور، وكرم رئيس اللجنة الثقافية لمعرض عمان الدولي للكتاب جعفر العقيلي المشاركين في الندوة بدرع المعرض..