
عريضه ” بريطانيا مدينة لفلسطين” تسلم لداوننغ ستريت للمطالبة بتعويضات تاريخية
تفاصيل العريضة ومطالبها

منظمو الحملة أكدوا أن الوثيقة تسرد “إرثًا غير قانوني” لبريطانيا يشمل إصدار وعد بلفور عام 1917، وممارساتها كقوة احتلال خلال فترة الانتداب، إضافة إلى ما وصفوه بـ“الانتهاكات الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني”. وأوضحوا أن العريضة توضح كيف يمكن ربط المعاناة الفلسطينية المستمرة مباشرة بالسياسات البريطانية آنذاك، وأن الحكومة البريطانية “ملزمة بالرد” على هذه المطالب، وإلا فقد تواجه إجراءات قانونية أمام المحاكم عبر مراجعة قضائية.
شهادات من قلب الذاكرة الفلسطينية
من أبرز مقدمي العريضة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري (91 عامًا)، الذي أصيب برصاصة أطلقها جنود بريطانيون عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. قال المصري إنه انتظر 83 عامًا لهذه اللحظة، مضيفًا: “كنت في الثامنة من عمري عندما أخبرنا معلمنا عن وعد بلفور، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول الطعن في هذه الرسالة التي سببت كل مآسينا. حلمي يتحقق اليوم بأن أقول للبريطانيين: لقد أخطأتم، وعليكم الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتموها بحق الفلسطينيين”. وأضاف أن “الأزمة الحالية في فلسطين صُنعت في بريطانيا”، معتبرًا أن الاعتراف بالمسؤولية والاعتذار خطوة أولى نحو عدالة طال انتظارها.
أصوات أكاديمية وقانونية
المؤرخ البريطاني آفي شلايم، الذي شارك في تسليم العريضة، قال إن الأدلة المقدمة “دامغة”، مؤكدًا أن “بريطانيا تتحمل مسؤولية تاريخية عن ضياع فلسطين، وأن وعد بلفور كان الخطيئة الأصلية التي مهدت لجرائم لاحقة، وصولًا إلى ما وصفه بالإبادة في غزة”. وانتقد شلايم تجاهل الحكومات البريطانية المتعاقبة لمسؤوليتها، داعيًا إلى اعتراف رسمي واعتذار علني.
كما أكد المحامي الدولي بن إيمرسون، المقرر الأممي السابق لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، أن العريضة تعتمد على “تحليل شامل للأدلة المعاصرة” يثبت مسؤولية بريطانيا عن معاناة الفلسطينيين. وأضاف: “هذه المظالم التاريخية ما زالت تشكل الواقع حتى اليوم، وبريطانيا مدينة للشعب الفلسطيني وعليها الوفاء بالتزاماتها الدولية”.
جدير بالذكر أن تسليم هذه العريضة يفتح مجددًا ملفًّا ثقيلًا تحاول بريطانيا طيّه منذ عقود، لكنه يظل حاضرًا في ذاكرة الفلسطينيين ووعي الشعوب الحرة. إن الاعتراف بالمسؤولية عن وعد بلفور وفترة الانتداب ليس مجرد مطلب رمزي، بل خطوة ضرورية نحو العدالة التاريخية. وترى منصة “العرب في بريطانيا” أن أي حديث بريطاني عن السلام أو القيم الإنسانية سيبقى ناقصًا ما لم يقترن بمصارحة حقيقية للتاريخ، والاعتذار للشعب الفلسطيني الذي ما زال يدفع ثمن قرارات اتُّخِذت في لندن قبل أكثر من قرن.
المصدر: شروب شاير ستار