
الحسبان وحمدان يوقفان مدرستين لروح والديهما
حرير ـ ضرب الدكتوران ياسين الحسبان وزير الصحة الأسبق ومحمد حمدان وزير التعليم العالي الأسبق مثلا يحتذي بالسخاء وحب العطاء والانتماء للوطن والأرض حين قام كل منهما ببناء مدرسة كوقف تعليمي تحمل أسم والده مساهمة منهما في خدمة وطنهما بتقديم مشروع يقدم خدمة دائمة وجليلة لمجتمعهما المحلي عن طيب خاطر، وإصرار ورغبة صادقة وحماسة قل نظيرها في عالمنا المعاصر إلا عند أصحاب الهمم والعزائم النادرة في زمننا هذا .
فقد إفتتح دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز هاتين المدرستين الوقفيتين ( مدرسة محمد صايل الحسبان في مدينة المفرق، ومدرسة احمد حمدان غنيمة في لواء عين الباشا ) يوم أمس مدشنا باكورة الوقف التعليمي في المملكة .
واكد رئيس الوزراء ان الحكومة أعادت احياء مفاهيم الوقف التعليمي والصحي كواجب وطني يقوم به الجميع تجاه المجتمع وفي اطار المسؤولية والتكافل الاجتماعي.
وأضاف الرزاز بأن الوقف التعليمي يجسد نموذجا رائعا للشراكة بين القطاعين العام والخاص واصحاب الفضل لدعم اقامة هذه المشاريع التي تسهم في تربية وتعليم ابنائنا وتمكن المواطنين المقتدرين من المساهمة في بناء مدارس او إضافات صفية أو حتى مستلزمات للطلبة الفقراء.
وثمن الرزاز التبرع السخي للدكتور الحسبان بإنشاء هذه المدرسة الوقفية عن روح ولده الشهيد محمد صايل الحسبان، مؤكدا أن إعادة احياء الوقف التعليمي المغروس اصلا في ثقافتنا وديننا هو جزء من التربية والتعليم وتذكير لابنائنا الطلبة بالتضحيات التي قدمها المواطنون والشهداء لرفعة وطننا.
ولفت الى ان مدرسة محمد صايل الحسبان تشكل نموذجا للمبنى المدرسي الذي يشتمل على كافة المرافق التعليمية والصحية وغيرها.
من جهته اشار الدكتور ياسين الحسبان ان بناء هذه المدرسة الوقفية صدقة جارية، ورد للجميل عن روح والده الذي قضى شهيدا في سبيل الوطن، لافتا الى انه قام قبل ذلك ببناء مسجد عن روح والدته التي فقدت زوجها قبل مولد ابنها الدكتور ياسين.
واكد الدكتور الحسبان انه سيبقى واولاده ملتزمين بتلبية احتياجات المدرسة.
واثنى رئيس الوزراء على مبادرة الدكتور محمد حمدان برد الجميل لوالده، وكذلك لوطنه الذي وفر له التعليم المناسب، مؤكدا ان هذا عمل وطني وديني لانه صدقة جارية.
ولفت الى ان الوقف التعليمي سيمكن وزارة التربية والتعليم من مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها نتيجة اللجوء السوري والضغط الناجم عن الاكتظاظ السكاني في العديد من المناطق.
بدوره أشار الدكتور محمد حمدان ان هذا الوقف يشكل واجبا تجاه والده ووفاء لوزارة التربية والتعليم، مشيدا بفكرة تأسيس مجلس تولية الوقف التربوي لتعزيز مبدأ التكافل بين افراد المجتمع.
وقال: “هذه دعوة اوجهها لكل من جلس على مقاعد مدارس وزارة التربية والتعليم ويستطيع تقديم المساعدة ان يبادر بدعم الوقف التربوي وفاء لهذا الوطن العزيز ” .
واشار الى ان وزارة التربية والتعليم ونظرا لعوامل اللجوء السوري وانتقال الطلبة من المدارس الخاصة الى الحكومية تحتاج سنويا الى نحو 60 مدرسة والوزارة تستطيع الوفاء ببناء 40 مدرسة ويبقى هناك عجز لتوفير التمويل لــ 20 مدرسة سنويا.