
بودكاست الكبار
حاتم الكسواني
نفهم جيدا أن يتعلق الشباب بتجربة البودكاست وأن يحاول بعضهم من الموهوبين والمدعين دخول غمار تجربة البودكاست كرسالة أو كموضة أو كوسيلة لجني المال أو حتى التكسب ، لكن أن يصبح البودكاست لعبة الكبار أيضا من رجال الدولة والمسؤولين السابقين وأن يلعبوا مع بعضهم البعض لعبة المحاور والضيف وأن يحلقوا علينا بيوميات حكمهم وأن يفتحوا ملفات الدولة والوطن التي عفا عليها الزمان من وجهة نظرهم وسرديتهم وروايتهم الخاصة دون حسيب أو رقيب متجاوزين ملفاتهم التي أوقعوا بها البلاد والعباد تحت وطأة المديونية التي تراكمت لتصل إلى 60 مليار دينار اردني ولتتفاقم مشكلتي الفقر والبطالة بين اوساط المواطنين الاردنيين نتيجة سياساتهم الإقتصادية الخاطئة .
نستهجن هذا السلوك الذي ينال من سمعة اعز اجهزتنا الأمنية في الوقت الذي تعاني منه البلاد ظروفا أمنية وسياسية حساسة بعد تصريحات نتنياهو التي تستهدف سلامة وطننا الأردني، و في ظل ظروفٍ إقتصادية حرجة نتيجة تراجع مداخيل الدولة الأردنية بسبب تراجع النشاط السياحي وباقي النشاطات الإقتصادية التي تنوء تحت وطأة الوضع الأمني الذي يلف المنطقة .
ونتسائل بإستغراب ألا ينظر هؤلاء إلى غزة وإلى عملية الإبادة والتطهير العرقي الذي يجري فيها ، أو ينظرون إلى محاولات العدو الصهيوني تهجير مواطني الضفة الغربية إلى الأردن وتخوفاتنا من مثل هكذا خيار ، أو ينظرون إلى تهديدات توسع الكيان الصهيوني على حساب الارض الأردنية وفقا لتصريحات قادته التلموديين ، أو ينظرون حتى لاوضاعنا الإقتصادية الحرجة ومطالب المجتمع الأردني بإجراءات للدفاع عن الوطن كإعادة خدمة العلم أو تأسيس الجيش الشعبي وما تكلفانه لخزينة الدولة ، ليتسع لهم الوقت في الخوض بذكريات معاركهم وبطولاتهم الدونكشوتية التي تجاوزناها وتسامحنا معها .
بعد كل هذا اللغط الذي خاض به الإعلام و المجتمع الاردني حول بودكاستات الكبار أصبح مشروعا للمجتمع الأردني أن يطرح سؤالين كبيرين
1- لمصلحة من يتم حرف إنتباهنا عن قضايا وطننا الأردني وما يجري في فلسطين المحتلة والذي يؤثر في كل تفاصيل حياتنا ويومياتنا إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا.
2 – كيف كان هؤلاء يحكموننا وبأية حكمة وبعد نظر. وفلسفة حكم صائبة تحل مشاكلنا وتحقق للوطن ومواطنيه معدلات نماء ، ومبررات إنتماء.
وبعد أوقفوا هذه اللعبة غير الموفقة، وامتنعوا ايها الكبار عنها … فهي تضبب على قضايانا الأهم… وهي بلاقيمة تذكر … وفيها ضرر كبير على الوطن .