
الفرسان الثلاثة
حاتم الكسواني

تدور المواجهة بين القوى الشعبية للأمة ومثقفيها مع عدونا الصهيوني في أكثر من ساحة ، ولعل الساحة الإعلامية كانت الجبهة الأقوى التي قلبت كل الموازين رغم عزوف العرب .. كل العرب عن نصرة إخوانهم في ساحات الوغى العسكرية في غزة أو في أي جبهة أخرى .
لكن وللمرة الأولى إشتدت المعركة الإعلامية بين أبناء القضية الفلسطينية ومؤيديها عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي ادى نجاح السردية العربية فيها إلى نقلها لوسائل الإعلام الأوروبية المرئية المتمثلة بالمحطات التلفزيونية الفضائية والأرضية .
ورغم تحيز هذه الوسائل للرواية الإسرائيلية وسرديتها إلا اننا هنا نسجل بكل الإحترام والتقدير الدور الذي لعبه الفرسان الثلاثة ” د.مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية ، وحسام زملط سفير السلطة الفلسطينية في بريطانيا ، والدكتور باسم يوسف الطبيب الجراح المصري و الممثل الكوميدي – مقدم البرامج التلفزيونية الهزلية الناقدة ، الذين إمتطوا صهوة جيادهم وخاضوا معركة حامية الوطيس مع مذيعي ومؤيدي إسرائيل أسفرت عن نصرهم المؤزر فيها بضمهم المذيع الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان إلى صف القضية الفلسطينية ليصبحوا أربعة من الفرسان وجيش من المؤيدين من متبني وجهات نظرهم .
هذا وقد أدى فهم فرساننا الثلاثة للعبة الإعلامية المضللة التي تبناها الإعلام الغربي والقائمة على نظريتي التأطير والتكرار لخلق صورة مغايرة للحقيقة تدين الضحية وتبرأ القاتل المجرم
فالتأطير تمثل بالطلب من اي ضيف للبرامج أن يدين هجوم حماس في السابع من أكتوبر على الجيش والمستوطنات بغلاف غزة وكأن حماس والسابع من أكتوبر هما أصل الصراع بين العدو الصهيوني و الشعب الفلسطيني،.
اما التكرار فكان بتكرار كل وسائل الإعلام الغربي لكذبة ذبح الأطفال اليهود في مستعمرات غلاف غزة وقطع رؤوسهم حتى يقتنع المتلقي لهذه القصص بانها الحقيقية ودونها هو الكذب .
وكما قلنا فقد أدى فهم فرساننا الثلاثة للإستراتيجية الإعلامية الغربية الصهيونية إلى التصدي لها بكل شراسة وإصرارهم على استغلال كل منصة تتم دعوتهم إليها ليؤكدوا بأن اصل المشكلة يتمثل بإحتلال الصهاينة لأرض فلسطين عام 1948، وسردهم لمعاناة الشعب الفلسطيني منذ ذلك التاريخ ، وتأكيدهم بأن السابع من أكتوبر كان نتيجة للظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني لا سببا دون مبرر إقترفته حماس ضد المحتل الصهيوني بل انه كان شكلا من أشكال الدفاع عن النفس، ومقاومة مشروعة لشعب محتل منذ أكثر من سبعين عاما .
وضحد الفرسان الثلاثة في كل ظهور إعلامي لهم الكذب الإسرائيلي،والنفاق الإعلامي الدولي بتكرار القصص والتلفيقات الإسرائيلية التي فشلت عن تقديم أية صورة أو وثيقة لإدعائاتهم الكاذبة ، واكدوا بأن قطع رؤوس وأطراف الأطفال الفلسطينيين وقتلهم الممنهج ، وتدمير كل أسباب الحياة في غزة والأراضي،الفلسطينية المحتلة هو نهج صهيوني مارسه الكيان الإسرائيلي عبر جرائم متكررة ضد الشعب الفلسطيني منذ إحتلال الوطن الفلسطيني عام 1948 حتى يومنا هذا ، وهو امر تكشفت وقائعه عبر الأيام بالوثائق والصوت والصورة وبما لا يدع مجالا للشك حول حصوله .
هذه كانت صورة مشرقة لنضال ثلاثة أشخاص إستطاعوا بفهمهم لقضيتهم ومخاطبتهم الشارع الغربي باللغة التي يفهمها ” لغة المنطق والدليل والوثيقة ” وبكل هدوء أن يغيروا مع كثيرين مثلهم موقف الشارع الأمريكي والغربي الذي اكتشف حقائق الصراع الفلسطيني الصهيوني وتاريخه فمال بصوته وموقفه لصالح الحق الفلسطيني والرواية الفلسطينية والعربية الناطقة بالحق .



