قمة جدة: دعوات لإيران بعدم التدخل ومطالبات بحل القضية الفلسطينية

بن سلمان لبايدن : المملكة اتخذت كل الإجراءات لتجنب الأخطاء مثل قتل الصحافي جمال خاشقجي، لافتاً إلى أن واشنطن ارتكبت أخطاء مماثلة مثل سجل أبو غريب في العراق.

-الملك عبدالله الثاني : لا استقرار دون حلّ يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة

– السيسي: حلّ أزمات المنطقة لا يتمّ بلا تسوية القضية الفلسطينية.

– أمير قطر: استقرار الخليج ضروري للمجتمع الدولي بأسره

“لا يجوز أن يكون دور العرب تقديم التنازلات ودور إسرائيل التعنت”.

الكاظمي: أمامنا طريق إضافي لاقتلاع جذور الإرهاب. 

– ولي عهد الكويت: ندعو إيران للتعاون مع الخليج والعالم.

– ملك البحرين: لا بد من حلّ القضية الفلسطينية بتسوية عادلة ودائمة

– بن سلمان لإيران: لعدم التدخل بشؤون المنطقة

– بايدن: ملتزمون بضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً

 

حرير – انطلقت في مدينة جدة السعودية “قمة جدة للأمن والتنمية”، التي تبحث المستجدات الإقليمية والدولية، وسبل توسيع التعاون بين الدول المشاركة، لا سيما في المجالات الاقتصادية والأمن الغذائي والطاقة والمياه

وأمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في كلمة الافتتاح، أن تواجه القمة التحديات العالمية، داعياً إيران إلى عدم التدخل في شؤون دول المنطقة، وإلى التعاون معها.

اقتصادياً، أكد بن سلمان أن هناك حاجة لتوحيد الجهود لدعم الاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أن السياسات غير الواقعية تجاه مصادر الطاقة لن تؤدي سوى إلى التضخم.

بدوره، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن بلاده ملتزمة بضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً مطلقاً.

وإذ لفت إلى أن بلاده ستظلّ شريكة نشطة ومتعاونة في الشرق الأوسط، قال: “لن ننسحب ونترك فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران”.

بدوره، أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، اليوم السبت، أن لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

ولفت إلى أن التعاون الاقتصادي في المنطقة يجب أن يشمل السلطة الوطنية الفلسطينية لضمان نجاح الشراكات الإقليمية.

من ناحيته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن حلّ أزمات المنطقة لا يمكن أن يتم بدون تسوية شاملة لقضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنه حان الوقت لوضع حدّ للحروب الأهلية التي أتاحت المجال لبعض الدول للتدخل في شؤون الدول العربية والاعتداء العسكري على أراضيها.

وشدد السيسي على أنه لا مكان للمليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة، وعلى داعميها مراجعة حساباتهم، مؤكداً أن لا تهاون في حماية أمننا القومي وما يرتبط به من خطوط حمراء.

بدوره، شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن تحقيق الاستقرار في الخليج ضروري للمجتمع الدولي بأسره، مؤكداً موقف بلاده الثابت بتجنيب الشرق الأوسط مخاطر التسلح النووي.

وشدد على ضرورة حلّ الخلافات بالحوار القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وقال: “ندرك جميعاً أن الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره، وللحرب في أوكرانيا ضحايا مباشرين وضحايا غير مباشرين”، لافتاً إلى أن قطر تدعم الجهود السياسية لإنهاء الحرب. كما شدد على أن دولة قطر لن تدّخر جهداً في العمل مع شركائها في المنطقة والعالم لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة.

وأكد أمير قطر موقف بلاده الثابت بتجنيب منطقة الخليج مخاطر التسلح النووي، مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مشدداً على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول.

وقال إنّ المخاطر التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلّب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مؤكداً التطلع إلى دور فعال للولايات المتحدة في الدعوة إلى مفاوضات جادة لتسوية القضية الفلسطينية وفق قرارات الشـرعية الدولية. وحذر: “سيظل أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار قائماً ما لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها وانتهاكاتها القانون الدولي”، مشدداً على أنّه “لا يجوز أن يكون دور العرب تقديم التنازلات ودور إسرائيل التعنت”.

وثمّن أمير قطر الهدنة بين الأطراف اليمنية ومبادرة المملكة العربية السعودية إلى طرحها، مؤكداً التطلع إلى استمرارها حتى التوصل إلى حل.

وقال: “يجب أن نتفق على قواعد نحترمها جميعاً بحيث توجه عملنا لحل الأزمات في اليمن وليبيا وغيرها من الدول”، مضيفاً: “لا يجوز قبول الأمر الواقع الذي يعني استمرار الظلم الفظيع الذي يتعرض له الشعب السوري”

من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنه ما زال أمامنا طريق إضافي لاقتلاع جذور الإرهاب ووضع استراتيجية كاملة لمكافحته.

واقترح في كلمته خلال القمة إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل لتمويل مشاريع الطاقة المشتركة.

أمّا ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فدعا إلى إنجاح مسيرة السلام العادل والشامل في فلسطين، آملاً في أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة التي استغرقت عقوداً طويلة.

ودعا إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول الخليج والعالم أجمع، بما يساهم في جعل منطقة الخليج والشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وفق قوله.

وأكد ولي العهد الكويتي أن مجلس التعاون الخليجي ماضٍ في مساعيه الحميدة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، استناداً إلى إيمانه المطلق بضرورتها وأهميتها في ظل أحداث تستوجب الاتحاد والتكامل.

من جهته اعتبر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أنّ قمة جدة “تمثل فرصة طيبة لتوثيق علاقات الصداقة التاريخية وتكريس الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأميركية”.

وشدد في كلمته على أنّه “لا بد من حلّ القضية الفلسطينية بتسوية عادلة ودائمة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقاً لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وخلق الفرص الاقتصادية الواعدة والمستدامة للشعب الفلسطيني”.

وحذر من أنّ “التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول يبقى من ضمن أخطر التحديات القائمة، إذ يَخل بالمبادئ والحقوق المكفولة بالقوانين الدولية، وقد آن الأوان لتوحيد الجهود لوقف مثل هذه التدخلات، احتراماً لسيادة الدول”.

وشدد على “أهمية المزيد من الدعم للجهود الرامية لاستقرار أسعار الطاقة العالمية، بما في ذلك زيادة الاستثمارات لتوسعة الاستكشاف والتكرير وإدخال التقنيات الجديدة التي تسهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي ومواجهة تضخم الأسعار”.

و نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول سعودي إشارته إلى أن بن سلمان أبلغ بايدن، في لقائهما أمس الجمعة، أن المملكة اتخذت كل الإجراءات لتجنب الأخطاء مثل قتل الصحافي جمال خاشقجي، لافتاً إلى أن واشنطن ارتكبت أخطاء مماثلة مثل سجل أبو غريب في العراق.

وأكد بن سلمان لبايدن، وفق المسؤول، أن محاولة تطبيق قيم معينة بالقوة في دول أخرى قد تأتي بنتائج عكسية، مثل ما حدث في العراق وأفغانستان.

مقالات ذات صلة