
الأغوار: أسعار الخضار متدنية.. ومبدأ العرض والطلب غائب
حرير _ في الوقت الذي يعيش المزارعون أسوأ مواسمهم، يجمع متخصصون على أن تراجع القدرة الشرائية للمواطن وضعف حركة التصدير الخارجي، هما السبب الرئيس لانخفاض أسعار الخضار، لافتين إلى أنه ورغم تراجع الإنتاج بشكل ملحوظ، إلا أن الأسعار ما تزال متدنية وتراوح مكانها.
ويؤكد الخبير الزراعي المهندس عبدالكريم الشهاب، أن الإنتاج الزراعي عادة ما يخضع لميزان العرض والطلب، فكلما زاد الإنتاج قل السعر وإذا انخفض الإنتاج لأي سبب فإن الأسعار تعاود الارتفاع، موضحا أن الموسم الحالي يختلف كليا عن المواسم الماضية نتيجة الخلل الواضح في المعادلة التي تحكم العرض والطلب.
ويرجع الشهاب هذا الخلل إلى استمرار تدفق كميات جيدة من الخضار والفواكه الى الأسواق المركزية، في مقابل تراجع الحركة الشرائية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يمر بها المواطن في ظل جائحة كورونا، موضحا أنه ومقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والتي شهدت بدء الجائحة، فإن العائد الاقتصادي للمزارع تراجع بشكل كبير جدا، إذ شهد القطاع الزراعي آنذاك انتعاشا غير مسبوق نتيجة الطلب المتزايد على الغذاء.
ويؤكد المزارع وليد الفقير، أن غض الحكومات المتعاقبة النظر عن التراجع الذي يشهده القطاع الزراعي سيؤدي في النهاية إلى عواقب وخيمة على حلقاته كافة بدءا من المزارع ووصولا إلى المستهلك، مضيفا “يجب عدم ترك المزارع يصارع ويتحمل كامل المسؤولية وحده لأن قواه ستخر في النهاية ولن يستطيع الوقوف على قدميه مجددا”.
ويوضح “كنا نعول سابقا على تراجع الإنتاج للحصول على أسعار أفضل لتعويض الخسائر، إلا أن الأوضاع الحالية مغايرة، من جهة عدم وجود إنتاج، ومن جهة أخرى أسعار متدنية”، قائلا “إن ما يعيشه المزارع الآن يحتاج إلى مراجعة عاجلة وشاملة للمعوقات والتحديات التي تواجهه لأن العمل في القطاع بات غير مجد”.
ويبين تاجر المواد الزراعية نواش العايد أن قدرة المزارع على رعاية المحصول منذ زراعته، وحتى الإنتاج، انخفضت نتيجة انخفاض المردود، الأمر الذي تسبب بتراجع الإنتاج بشكل كبير جدا، مشيرا إلى أن جميع التوقعات بتحسن أسعار المنتوجات كانت معاكسة تماما، ما زاد من حجم خسائر الموسم.
ويلفت رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، إلى أن تراجع الأوضاع الاقتصادية خلال جائحة كورونا نتيجة الإغلاقات المتكررة وتدني مستوى الدخل للمواطنين نتيجة فقدان الآلاف لوظائفهم، أدى إلى تراجع معدلات الشراء، موضحا أنه رغم انخفاض أسعار بيع الخضار بأنواعها، إلا أنه لا توجد قدرة لدى المواطن على شرائها كما كان سابقا، ما تسبب بخسائر للمزارعين.
ويقول إن على الحكومات وضع استراتيجية واضحة لتحقيق التوازن في الأسعار بالسوق لحماية المزارع والمستهلك على حد سواء كالعمل على تقليل الكلف على المزارع سواء مستلزمات الإنتاج أو فاتورة الطاقة أو أجور العمالة الزراعية، التي باتت تشكل تهديدا حقيقيا لديمومة الإنتاج الزراعي، إضافة إلى العمل على دعم المزارع وتسهيل وصول إنتاجه إلى الأسواق الخارجية.
ويرجع مدير سوق العارضة المركزي المهندس أحمد الختالين، انخفاض أسعار الخضار إلى تراجع الصادرات إلى الصفر وتراجع القوة الشرائية لدى المواطن، موضحا أن الصادرات توقفت بشكل شبه نهائي خلال الأسابيع الماضية، بالتزامن مع توفر كميات الخضار بكثرة في الأسواق المحلية.
ويوضح أن تراجع الطلب على الخضار يتراوح من صنف لآخر، فمحاصيل الكوسا والخيار عادة ما تشهد تراجعا في الطلب أكثر من البندورة والبطاطا، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعانيها المواطن، مؤكدا أن أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي مرتبطة بالعرض والطلب، ورغم تراجع واردات السوق بنسبة 20 %، إلا أن الأسعار ما تزال مستقرة على انخفاض.
ويبين أن أسعار بيع صندوق البندورة تراوح ما بين 70 قرشا ودينار، والخيار بين 2 و3 دنانير، والبطاطا استقرت عند حاجز الدينارين، والفلفل بين 1.5 و2 دينار للصندوق، مشيرا إلى أنه لا يتوقع تحسنا على أسعار البيع خلال الأسابيع المقبلة مع دخول شهر رمضان المبارك للأسباب السابقة نفسها.
يذكر أن أسعار الخضار في وادي الأردن لم تشهد تحسنا منذ بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى الآن لتبقى أدنى من معدلاتها السنوية بنسبة تفوق 200 %./ الغد.