رمثا فيصلي وحدات

رائد الحراسيس

رمثا فيصلي وحدات السبت، ولأول مرة منذ عشرين عاما أحضر مباراة من بدايتها في الملعب، فكانت للرمثا المضيف للفيصلي على ستاد الحسن.

حالة من الذهول الممزوج بالخجل أصابتني، عبارات مشينة وأصوات صاخبة تحمل أنفاس إقليمية البغيضة أرعبتني… خوف على الوطن استوقفني.

كان من المفروض أن يدفع الجمهوران بكل ما أوتيا من قوة لدعم فريقيهما، لكن كان الحال معاكسا تماما .. مخالفا لكل قواعد الأخلاق الرياضية، وقبل ذلك الأردنية. مقابل ذلك، مشهدان، الأول داخل الملعب، ارتسم بأداء رجولي عال والتحامات قوية لم يخرج اللاعبون فيها عن الروح الرياضية، الثاني كان بإستراحة ما بين الشوطين في المقصورة، حيث تواجدت مع ادارة الفريقين، فما كان يشوب حديثهما الودي أي شائبة، فتذكرت المدرجات وتدني مستوى عبارات جماهيرها. زمان، اجزم أن حساسية اللاعبين كانت تتفوق على الجماهيروتقودها ، فكانت ردة الفعل الجماهيرية انسياقا مع ما يجري على أرض الملعب، أما اليوم فالجماهير مشحونة حتى قبل حضورها للمدرجات ، في سلوكها على صفحاتها، في مخاطبتها لخصومها، في مسيرها بطريقها لملعب مباراة فريقها. اليقين يتحكمني أن الاسباب الدافعة لكل ذلك الشحن النفسي للجماهير التي تغلب فئة الشباب عليها، اسباب غير رياضية، قد تكون تاريخية او اجتماعية او حتى معيشية، لكن ذلك يجب ان يكون خارج اسوار الميدان، ولتكن ساعتان من المتعة نروح بهما عن انفسنا. الشكل العام الذي يبدع أعضاء الألتراس لأنديتنا الأردنية بخلقه، جميل، لكن فئة قليلة تعمل على مد يد الغدر له فتطعنه لتمزقه وتشوه صورته، دون رادع أو مانع. احتفظت الفرق الثلاثة الأكثر شعبية بمكانها بعيدا عن الصدارة التي يتربع على عرشها فريق جمهوره لا يعادل عشر جماهير اي من الفيصلي او الوحدات او الرمثا، فهل ستكون هذه الجماهير سببا بإزدياد حالة الضغط على أفراد الفريق والإدارة، أم أنها ستعود لجادة الطريق لتسعف ما تبقى من مسيرة فرقها نحو عرش الكرة الأردنية الممتد منذ عقود. رائد الحراسيس

مقالات ذات صلة