الخطر الرئيسي لـ “مرض الفشار”

حرير- مرض الفشار، المعروف طبيًا باسم التهاب القصيبات المسدّ (Bronchiolitis Obliterans)، هو مرض رئوي نادر وخطير يؤدي إلى تلف دائم في القصيبات الهوائية الصغيرة داخل الرئتين، مما يسبب تندبًا وضيقًا في الممرات الهوائية. تمت تسميته بـ”مرض الفشار” بعد اكتشافه لدى عمال مصانع الفشار في أوائل القرن الـ 21، حيث أصيبوا بمشاكل تنفسية نتيجة استنشاق مادة “ثنائي الأسيتيل” (Diacetyl)، وهي مادة كيميائية تستخدم لإضفاء نكهة الزبدة على الفشار.

في هذا المجال، تشير الإحصائيات الحالية إلى أن مرض EVALI الناجم عن تدخين السجائر الإلكترونية قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تصل إلى الإعاقة، وفي بعض الحالات قد يكون مميتًا.

ويحذر الدكتور أندريه مارتيوشيف بوكلاد من أن الزيوت والمكونات الكيميائية الموجودة في سوائل السجائر الإلكترونية تدخل إلى الرئتين، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وحدوث التهابات خطيرة. كما يمكن أن تسبب ردود فعل تحسسية وتفاقم الالتهابات. وبسبب التغيرات التي تطرأ على القصبات الهوائية وأنسجة الرئة، يختل تبادل الغازات الطبيعي، مما يؤدي إلى نقص الأكسجة، وهي حالة تهدد الحياة.

ويضيف أن تشخيص المرض معقد بسبب تشابهه مع حالات أخرى وعدم توفر دراسات كافية حوله. وغالبًا ما يتم تشخيص EVALI عن طريق الاستبعاد، أي بعد استنفاد العلاجات التقليدية دون تحسن، مما قد يؤدي إلى الخلط بينه وبين الالتهاب الرئوي البكتيري، الذي تُستخدم له المضادات الحيوية، لكنها لا تجدي نفعًا مع EVALI.

استحالة تطوير لقاح ضد التدخين

من جانبه، أشار الأكاديمي ألكسندر غينسبورغ، مدير مركز “غماليا” لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة، إلى أن ابتكار لقاح ضد التدخين، سواء التقليدي أو الإلكتروني، أمر غير ممكن.

وأوضح: “من الناحية النظرية، يمكن تطوير دواء مضاد للمواد الضارة، مثل النيكوتين، التي تدخل الجسم مع الدخان. لكن المشكلة تكمن في أن هذه المواد تتواجد في الجسم بمستويات متفاوتة وتشارك في عمليات أيضية مهمة، ما يجعل الجسم يتحملها بشكل طبيعي. لذا، فإن الوقاية والتوعية تبقى الوسيلة الأكثر فعالية لمكافحة هذه العادات الضارة”.

“مرض الفشار”: خطر جديد من السجائر الإلكترونية

بدوره، أعلن مكتب الهيئة الفيدرالية لحماية حقوق المستهلك في مقاطعة تومسك أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ “مرض الفشار”، وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي ويتسبب في التهاب، تندب، وتضيق القصبات الهوائية. ويمكن اكتشافه من خلال أصوات الرئة التي تصدر أزيزًا شبيهًا بصوت فرقعة الفشار عند الفحص الطبي.

يمثل مرض EVALI تهديدًا صحيًا حقيقيًا، وتظل التوعية والوقاية الوسيلة الأهم لتجنب مخاطره، في ظل عدم وجود علاجات فعالة أو لقاحات ضد التدخين الإلكتروني.

مقالات ذات صلة