اذا غاب حل الدولتين فالحل بدولة فلسطين الديموقراطية

حاتم الكسواني

من رصدنا لمجريات الأمور في غزة ، وفهمنا لطريقة تفكير عدونا الصهيوني ندرك بأن القيادات الإسرائيلية الموجهة من قوى الشر الأمريكي الغربي المتوحشة لا تنوي بأي حال من الأحوال منح الشعب الفلسطيني حقه بالحرية  وتأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الخامس من حزيران 1967 وفق مبدأ حل الدولتين الذي تسوقه الولايات المتحدة كأبرة تخدير كلما استشعرت خطرا يحيق بسلطات الإحتلال الإسرائيلي  ، وهو أمر يشبه تماما تزويد إسرائيل باسلحة الدمار الشامل التي تقصف بها غزة وتقتل ابناء،الشعب الفلسطيني وتستخدم حق الفيتو لمنع مجلس الأمن من إتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في الوقت الذي تكرر فيه طلبها من إسرائيل بالحرص على تفادي قتل المدنيين  .

لكن حقائق المشهد المكشوف عالميا تقول بأن العالم لن يستطيع أن يفرض قرارا على إسرائيل يلزمها بإتفاقية سلام دائم مع محيطها العربي ، فهي دولة مارقة لاتحترم القانون الدولي ، وهي دولة  بلا حدود معينة تعرف بها  وتقف عندها  ، وهي دولة باحلام تلمودية في شهيتها للتوسع على حساب الأراضي العربية ، وطرد  مواطنيها منها  كتوجهها لطرد المواطنيين الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية  إلى سيناء  والأردن .
فكيف يمكن لنا ان نبني سلاما مع دولة تعتبر نفسها فوق القانون الدولي ولا يضيرها كل القرارات الأممية التي تصدر عن المنظمات الدولية بإدانتها بل وتهاجم امين عام الأمم المتحدة و مسؤولي المنظمات الدولية  .
دولة  تصر على تنفيذ خططها بإقامة كيانها الإستعماري الإحلالي على ارض الغير وتنفذ ضده عملية إبادة جماعية  بالقتل والترويع والتجويع وتمنع عنه  الغذاء والماء والدواء ، وتقوم بتدمير مساكنه وبناء  التحتية ومؤسساته العامة والخدمية  بشكل يعيده  إلى العصر الحجري محاكاة للنهج الذي تتبعه الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف الأوروبية معها في كل مناطق الإستهداف الإستعماري التي دخلتها في ام،يكا واستراليا وجنوب افريقيا والعراق وسوريا وليبيا .

كيف تبني سلاما مع دولة تتنصل من اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين وتخالف إتفاقيتي السلام الموقعة مع مصر والأردن .
دولة مثل هذه كيف يمكن ان نبني سلاما معها ؟!

وهي التي لم تبقي لنا اي بارقة امل لقبول وجودها  كجزء من منطقتنا ، ولم تبقي أي مبرر لوجودها بين ظهرانينا
فهي جسم غريب أو سرطان يفعل فعله في جسد الأمة وأستقرارها ورفاه مجتمعاتها .
وعليه فإنه يخطأ من يظن أن إسرائيل ومن يسيرها كدولة وظيفية في منطقتنا قد يعمدون لتيسير حل الدولتين أو أي سيناريو آخر لإتفاقية سلام معهم .

اذن ما الحل : إن الحل حسب تصوري وإجتهادي لن يكون إلا بحل الدولة الفلسطينية الواحدة من بحرها إلى نهرها .. دولة ديمقراطية يعيش فيها اتباع الديانات السماوية الثلاث وفق مبدأ وطن واحد ..صوت واحد بشرط تفكيك الدولة الصهيونية ،  وتخليها عن أحلامها التلمودية المعلنة بأن أرضها من الفرات إلى النيل والتوقف عن تسويق حقها في اراض الأردن والسعودية بين البتراء ومدائن صالح بالترويج بأن العرب الانباط هم من العبرانيين .

والقيام بتفريغ  مستوطناتها وتمليكها للدولة الفلسطينية الوليدة  بعد تهجير ساكنيه من الحاخامات التلموديين المتطرفين بإعادتهم إلى الدول التي قدموا منها ،و تقديم كل المجرمين الذين أجرموا بحق الإنسان الفلسطيني إلى العدل الدولية لمحاكمتهم ومعاقبتهم بالإضافة إلى إعطاء مواطني إسرائيل من الفئات الأخرى حق البقاء كمواطنيين فلسطينيين يهود مضمونة حقوقهم وواجباتهم المدنية تجاه الدولة الفلسطينية الوليدة أو امغادرتها بلا عودة كما خير صلاح الدين الأيوبي الصليبين بين البقاء أو المغادرة  في عهدته العمرية .
وبعد ذلك تقوم الدولة الفلسطينية بتنظيم أمور حق العودة للمواطنين الفلسطينيين من دول الشتات  والتصرف بمقدرات الوطن الفلسطيني المعتدى عليها من قبل  دولة الكيان المنهزمة .
قد يظن البعض إن هذا التصور يشكل أمرا بعيد المنال  ، ولكن ستثبت الأيام لنا بان ماسيتبع معركة طوفان الأقصى ووقف القتال تحرر العالم من الصهيونية اليمينية الإمبريالية الأمريكية والغربية،  وسقوط إمبراطوريتها  ، وغياب  كل قيادات  الشر الهادفة الى تدمير الإنسانية ونظام العدل والمساواة الإنساني على أيدي شعوبها التي ضاقت ذرعا بعقليتها الإجرامية بحق الإنسانية جمعاء،  وسيلي ذلك سيطرة قيادات جديدة وشابة على مقاليد الحكم  تمثل قوى الخير مما سيوصلنا حتما  إلى هذه الخلاصة المنطقية التي تتطلع إليها كل  الشعوب المحبة للعدل والخير  والسلام .

مقالات ذات صلة