
جائزة آرك للكلمة الحرة”.. إلى رمزي نصر
وأشار بيان الجائزة إلى أن الشاعر حصل عليها “لمواقفه النقديّة الصريحة والشجاعة ضدّ الظلم بأشكاله كافّة، ومعارضته المستمرّة لتقويض الديمقراطية، وبالطبع لأجل موهبته الأدبية العظيمة”. ولد رمزي نصر عام 1974. درس المسرح في استديو “هيرمان تيرلينك” في مدينة أنتويرب البلجيكية، حيث عاش لسنوات عديدة. وفي عام 2000 نشر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان “27 قصيدة وما من أغنية”، ورُشحت لجائزة “سي بادينغ” الشعرية دون أن تنالها. في عام 2004 أصدر مجموعته الشعرية الثانية “خجل مرتبك”، وشكّلت نقلة كبيرة في مشواره الشعري، خاصّة بعد حصولها على جائزة “هيو سي بيرناث” في العام ذاته.
هذا النجاح دفع باسمه إلى مصاف المواهب الشعرية اللافتة في بدايات الألفية الجديدة، وشكّل مع عدد من مجايليه ذوي الأصول العربية تياراً عُرف وقتها باسم “عرب الأدب الهولندي”، وكان من أبرز أسمائه حفيظ بوعزة، وعبد القادر بنعلي، ومصطفى ستيتو، ونعيمة البزاز.
بحلول عام 2005 حصل نصر على منصب شاعر مدينة أنتويرب؛ وهو منصب يتغيّر كل عامين. كان نصر أول شاعر من أصول عربية يتم اختياره لشغل المنصب في مدينة تضمّ واحدة من أكبر الجاليات اليهودية المتعصّبة في أوروبا، ما تسبّب وقتها في صدام إعلامي كبير بين نصر ولوبيات يهودية متعصبة في بلجيكا وهولندا على حدّ سواء، وصل إلى درجة وصفته فيها وسائل الإعلام بأنه “قضيّة رأي عام”.
أول شاعر من أصول عربية يتم اختياره شاعر مدينة أنتويرب
في عام 2009 اختير ليكون “شاعر البلاط الهولندي”؛ وهو منصب مدته أربع سنوات، يُكلف فيه من يفوز باللقب بكتابة قصائد للوطن، تُؤرخ لأبرز أحداثه التاريخية والقومية. مع ذلك، لم ينج نصر من اتهامه بمعاداة السّامية من قبل اللوبي اليهودي المتشدّد.
مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزّة، راح نصر يكتب مقالات مؤثّرة عن غياب مفهوم الكرامة الإنسانية في ظلّ ما يحدث من إبادة جماعية مستمرّة ضدّ الفلسطينيين، كما ساهم في تغيير نظرة الملايين من الهولنديين والبلجيكيين لحقيقة الحرب الإسرائيلية، خاصّة بعد أن قرأ بنفسه مقطعاً من مقاله في أحد أبرز برامج التلفزيون الهولندي، ما ساعد على انتشار الأمر وسط الأجيال الجديدة من الشباب، وكشف عن حقيقة الإبادة الجماعية الجارية، ومنذ عقود، ضدّ الفلسطينيين، سواء كان في غزّة، أو في الداخل الفلسطيني المحتل.
إلى جانب أعماله الشعرية والمسرحية، قدّم نصر مساهمات لافتة عبر أدائه الأدوار التمثيلية في السينما والمسرح والتلفزيون، كما شارك في تشكيل العديد من الفرق المسرحية الهولندية الرسمية التابعة للدولة أو المستقلّة.
يذكر أن جائزة “آرك للكلمة الحرة” أُسست في مدينة أنتويرب البلجيكية عام 1951، من قبل الروائي البلجيكي هيرمان تيرلينك (1879 – 1967)، وبعض محرري صحيفة Nieuw Vlaams Tijdschrift الفلمنكية الطليعية، رداً على رفض الكنيسة البلجيكية منح “جائزة مقاطعة أنتويرب للأدب” للكاتب الفلمنكي مارنيكس خايسن عن روايته “يواخيم البابلي”. منذ ذلك الحين، اعتبرت واحدة من أبرز جوائز المنطقة الناطقة باللغة الهولندية (هولندا والجزء الشمالي من بلجيكا) المناصرة لحرية التعبير، وتُمنح كل عام لأحد الكتّاب أو الفنانين المناضلين ضدّ القمع الأخلاقي أو الديني أو السياسي.