خلافات في جيش الاحتلال الإسرائيلي حول جدوى “جدار غزة”
ففي الوقت الذي نشرت فيه صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الجمعة، مقابلة موسعة مع الكولونيل عيران أوفير، المسؤول عن تنفيذ أعمال الجدار، زعم فيها أنّ الجدار يضع حداً نهائياً لخطر الأنفاق، ويمنع تسلل مغاوير “حماس” والفصائل الفلسطينية داخل الحدود الإسرائيلية، نقل موقع “هآرتس”، اليوم الجمعة، عن مصدر عسكري في جيش الاحتلال، قوله إنّ الحاجز: “لن يزيل الخطر المذكور بشكل مطلق وتام”.
وبحسب ما أورد موقع “هآرتس”، فإنّ العائق المذكور “يزيل إلى حد كبير خطر الأنفاق الهجومية، ولكننا لا نستطيع خداع أنفسنا- يوجد اليوم إدراك بأنّه لا يوجد عائق لا يمكن اختراقه، سنواصل البحث عن الأنفاق حتى بعد بناء العائق”.
وبيّن الموقع أنّ تصريحات المسؤول العسكري، تتناقض مع الادعاءات التي ترددها، مؤخراً، جهات مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن المسؤول الإسرائيلي، قوله، إنّ “حركة حماس الآن تعلم أنّه لا يدور الحديث عن أنفاق كالتي نعرفها، ولها نقطة دخول ونقطة خروج في الجهة الثانية، بل عن شبكة كبيرة جداً من الأنفاق التي يقع مدخل كل نفق فيها داخل بيت، أو مصنع أو مؤسسة عامة يفضي إلى أماكن مختلفة، ويربط النفق بأنفاق أخرى، إنّها حقاً شبكة من الأنفاق التي نعرفها في شبكات المترو تحت الأرض في دول مختلفة في العالم”.
وتتناقض هذه التصريحات، مع تصريحات أوفير، في مقابلة موسعة مع ملحق “يديعوت أحرونوت”، والتي قال فيها إنّ “العائق الإسرائيلي الجديد سيقضي نهائياً على خطر الأنفاق، بما في ذلك خطر تسلل مغاوير من ذراع البحرية، عبر البحر إلى الشواطئ الإسرائيلية”.
وبحسب أوفير، فإنّ أعمال بناء العائق المذكور حول قطاع غزة، استلزمت بناء خمسة مصانع للإسمنت، بينما عمل في المشروع 1200 عامل من مناطق مختلفة من العالم، بمن في ذلك عمال من البرازيل ودول أخرى في أميركا اللاتينية.
وأقرّ أوفير بأنّ “جيش الاحتلال قام خلال تجارب بناء العائق المذكور، بحفر نفق يحاكي أنفاق حماس بعمق 40 متراً في باطن الأرض، لفحص مدى فاعلية المجسات وشبكات الإنذار”.
وكانت المؤسسة العسكرية في إسرائيل، تعرض، على مدار أشهر التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في المرحلة الحالية، بانتظار بناء العائق المذكور، الذي يتوقع الاحتلال أن ينتهي بناؤه الصيف المقبل.