
القمة القادمة : نزع سلاح دون افق سياسي
حاتم الكسواني
من المؤكد بأن ما كلف بالتصريح به الصحفي المصري عماد الدين أديب حول ما ستذهب إليه القمة العربية التي ستعقد يوم غد الإثنين الموافق 4 آذار الجاري هي تصريحات موجهة للجماهير العربية حتى لا تبني توقعات كبيرة على مخرجاتها .
فاديب يقول بان هذه القمة قمة ودية تشاورية وليست قمة رسمية ، وهي غير ملتزمة بإصدار بيان ختامي ، وتحمل مشروعات لتعمير غزة دون تهجير سكانها بشرط إلقاء سلاح حماس ، ودون ذلك فلن يكون هناك تعمير للقطاع وستتحمل حماس مسؤولية إفشال هذه القمة وما سيجري للشعب الفلسطيني بعدها .
وعاد أديب باللائمة على حماس وحزب الله بانهما كانا يتخذا قرارات الحرب والمقاومة والمواجهة مع إسرائيل دون مشاورة دول المنطقة ليتكرر التدمير وتتكرر مطالب إعادة الإعمار بتكاليفها الباهظة التي لن تكون الدول العربية طرفا بها بعد ذلك ، واصفا الدول العربية بأنها ليست جمعية خيرية ، وهي على حد قوله باللغة الإنجليزية ليست 911 .
ويرى المراقب لخطاب الأمة العربية نكوصها عن عقد لقاءات ملزمة وملتزمة ، فإجتماع الرياض كان لقاء وديا تشاوريا وكذلك هي قمة القاهرة ودية وتشاورية. وستحمل تهديدا صريحا وفق ما قال أديب لحماس وحزب الله فإما إلقاء السلاح وإما أن تقلعوا شوككم بأيديكم ، فاية مواجهة قادمة لن تكون دول القمة طرفا بها .
وعليه فإننا نتسائل :
هل ستقدم القمة مشروع إعمار غزة للأمة ام أنها ستنقله لها وهي ليست صاحبته ؟!
وهل ستطلب القمة إلقاء سلاح حماس وحزب الله مجانا دون مشروع ذو أفق سياسي يفضي إلى تأسيس الدولة الفلسطينية ، ووقف العربدة الإسرائيلية وإحتلالاتها للأراضي العربية السورية واللبنانية ، وتوسعها في الضفة الغربية ؟!
هل ستُمكن القمة إسرائيل من تحقيق أهداف حربها التي لم تستطع تحقيقها بالحرب وبالقوة العسكرية ؟!
وهل ستسمح القمة لإسرائيل مواصلة تنفيذ طموحاتها التلمودية بمواصلة تدمير جيوش وإقتصادات ومرافق دولنا دولة بعد أخرى ؟!
ونتسائل أيضا وفق مجريات الأمور هل مازالت مؤسسة القمة العربية مؤسسة عربية مستقلة ، وهل مازالت إرادتنا قائمة ، وهل نملك قرارنا ، وماذا نأمل من الغد ، وماهي رؤيتنا لمستقبل الأمة، هل نحن مستقلون ام نعيش شكلا من أشكال التبعية… وأسئلة كثيرة أصبح طرحها مشروعا بعد أن أصبحت إجتماعاتنا ودية وتشاورية وغير مخصصة لاتخاذ قرارات توافقية، رادعة لعدونا وملزمة لدولنا .
ونأمل أن يكون أديب قد نطق بتصريحات أخذها على عاتقه ، ونأمل أن تخالف القمة توقعاتنا وتخرج ببيان ختامي يثلج صدورنا ويحمل أمانينا .