ما الذي تعرفه إسرائيل وتخشى منه

حاتم الكسواني

يكابر المسؤولون الإسرائيليون في التظاهر بقوة الشكيمة والعزم ، ويحاولون عبثا إنكار الحقيقة التي يعرفونها جيدا والتي تؤكد بأن لا مستقبل لإسرائيل الكيان أو الدولة أو الوطن على أرض فلسطين أو وسط دول الأمتين العربية والإسلامية .

ويعود الأمر لسبب واحد بسيط وهو  حسب رأيي انه مهما تمددت إسرائيل واحتلت من أراضٍ عربية ستبقى ضمن بيئة معادية ومقاومة ، وستقف قبالة حدود معادية ومقاومة .
ففلسطين أرض عربية مقدسة تخص العرب والمسلمين والمسيحيين الشرقيين ، وفيها أقدس مقدساتهم المسجد الأقصى ، ومسجد قبة الصخرة ، وكنيستي المهد والقيامة ⁹وهي أماكن تهفو إليها قلوبهم و تجعل أجيالهم ملتزمة بتحريرها من نير الإحتلال الصهيو أمريكي  .

والفلسطينيون إمتداد لحضارات بلاد الشام والجزيرة العربية والوطن العربي ويدينون بالديانات التي بدأت منها أو دخلت عليها من دول الجوار وهم بذلك يشكلون  جزء من سكان المنطقة وإمتداداتها العرقية والعقائدية ، التي  ترعى نضالهم وتشارككهم معارك تحريرهم … وهذا ما أثبتته معركة طوفان الأقصى التي إنخرط فيها إلى جانب الشعب الفلسطيني دول الجوار  العربي سواء بالتدخل العسكري المباشر من قبل قوى المقاومة في لبنان واليمن والعراق ودولة إيران الإسلامية ،  أو بالدعم السياسي و الشعبي والمادي و الطبي والغذائي من قبل الأردن وقطر  ومصر  ودول أخرى .

ولا نعتقد بان دولة  تستطيع أن تواصل  إحتلال وطن وشعب أمة أخرى دون أن تُواجَهَ بمقاومة شرسة منه   فكيف يكون ذلك عندما  يبنى هذا الإحتلال على أسس تلمودية تنكر وجود الآخر وحقه في الحرية وإمتلاك القرار وتقرير المصير ، وتعمل على إبادته ونفيه ومصادرة مستقبل أجياله… إن ماتفعله إسرائيل في  مواصلة إعتداءاتها وجرائمها لا يعدو عن كونه عملية ضغط تعتمد على لعبة عض الأصابع بقصد إرهاق إرادة مقاومتها والإستسلام لإرادتها لأن إرادتها تترنح أمام خسائر جيشها  وإقتصادها وأمام إنقساماتها الداخلية وفقدان سمعتها دوليا ، ووصمها بالعنصرية والنازية الصهيونية ، وامام معاداة شعوب العالم لسرديتها التي خادعتهم بها ردحا من الزمان  .

تبالغ إسرائيل عندما تعتقد بأنها تستطيع أن تبيد الشعب الفلسطيني أو أن  تهجره من ارضه وأرض أجداده إلى بلاد أخرى لا تشكل له معنى الوطن الذي ينتمي إليه بكل أحاسيسه ومشاعره ، ولا يشعر فيه  بالغربة ونقص الولاء والانتماء  ،  أو ان تنزعه من بيئته التي ألفها عبر آلاف السنين إلى بيئ مغايرة تفصله عن واقعه وعن تفاصيل يوميات حياته    .

ولأن واقع وجود إسرائيل ككيان محتل لأرض فلسطين غير منسجمة مع ثقافة المنطقة التي تتواجد فيها ولا مع مكونات شخصيتها الوطنية من لغة وتاريخ وعادات وتقاليد وديانات وحضارة، فإنها حكما تكون جسما غريبا غير مقبول بأي حال من الأحوال ، ومهما طال زمن بقائها فيها فإن مصيرها الحتمي هو الزوال ، ويؤشر على ذلك موجات الهجرة العكسية لمواطني إسرائيل إلى الدول التي حضروا منها  لفلسطين .

وحيث ان إسرائيل ترفض ان تكون جزء  سلميا في المنطقة برفضها كل عروض السلام والتفاهم ومخالفاتها لكل بنود إتفاقيات السلام  مع الأطراف العربية وإصرارها على التوسع وإقلاق المنطقة بالحروب والمؤامرات بين حين وآخر  فإن شعوب المنطقة ملت التساهل مع هذا الكيان المارق وهي على أتم الإستعداد للتخلص منه  مهما كانت النتائج   .

وعطفا على كل ما تقدم فإن إسرائيل تعرف ان بقائها على المدى الطويل كدولة في أرض فلسطين والأرض العربية  مؤقت وقصير  ، وتدرك بأنها وجوديا إلى زوال وهذا هو الأمر الذي تخشاه وتحاول جاهدة تأجيل حدوثه.

 

مقالات ذات صلة