شعارات و هتافات الملاعب الجزائرية تشكل صداعا للدبلوماسية

وقبل ذلك تسببت  هتافات  مساندة للقضية الفلسطينية في أزمة مع السعودية، واضطرت الجزائر حينها لتقديم اعتذار رسمي، كما وقع الأمر ذاته مع ليبيا بسبب هتافات مجدت معمر القذافي.

وقد دأبت الحكومة الجزائرية على تجاهل تلك الانتقادات والصيحات التي  طالما ظل الأمر مقتصرا على انتقاد الحكومة والسلطة الجزائرية ولم يتجاوز هذا الحد .

وكثيرا ما ردد الأنصار أغاني سياسية، ونال الوزير الأول احمد اويحيي خلال نهائي كأس الجمهورية الأخير نصيبه من تلك العبارات، ولكنها تجاوزت في الفترة الأخيرة النطاق المحلي وتسبب في أزمات دبلوماسية مع بعض الدول العربية.

وكان أول مؤشر على أن “الأمور ليست على ما يرام في الملاعب الجزائرية ” هو صافرات الاستهجان التي كانت تنطلق من المدرجات في كل اللقاءات التي خاضها الخضر مع الفرق الإفريقية خلال حملة مونديال 2018، وحينها تعرضت الجزائر لانتقادات من هيئة الفيفا وأنذرت الهيئة الدولية فدرالية راوراوة على سوء تصرف الجماهير الجزائرية.

فقبل ثلاث سنوات تسبب هتافات ممجدة للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي رددها الأنصار، خلال المباراة التي جمعت المنتخبين الجزائري والليبي، في حدوث أزمة بين البلدين مباشرة بعد نهاية اللقاء حيث قامت مجموعة من الجماهير الليبية بمحاصرة السفارة الجزائرية بطرابلس، وقاموا بإنزال العلم الذي كان يرفرف فوقها وقاموا بإحراقه في مشهد استعراضي وسط هتافات عدائية أعادت إلى الأذهان سيناريو الأزمة الكروية مع مصر في نهاية 2009. وقام الغاضبون بترديد شعارات عدائية وأيضا تدنيس حائط السفارة بكتابات مسيئة للجزائر.

كما خلفت صورة كبيرة رفعتها جماهير عين مليلة، تضامنا مع قضية القدس جدلا كبيرا، بعد “انزعاج” المملكة من ظهور الملك سلمان بن عبد العزيز إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وحملت الصورة وجه واحد نصفه للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والثاني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإلى جانبهما مجسم للمسجد الأقصى بالقدس مرفوقة بعبارة “وجهان لعملة واحدة”. وتناقلت حينها وسائل إعلام سعودية الخبر على نطاق واسع أيضا واعتبرته “إهانة” للملك سلمان بن عبد العزيز، بعد أن ظهر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتمكنت الجزائر حينها من احتواء الأزمة الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، وذلك عقب اعتذار قدمه الوزير الأول أحمد أويحيى لرئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ الذي زار الجزائر والتقى مع مسؤولين كبار في الدولة. وقال حينها اويحيي، أن الجزائر ليست دولة “صعاليك” في رده على الأطراف التي انتقدت الاعتذار الرسمي للمملكة.

وبالكاد تمكنت السلطات الجزائرية من احتواء هذه الأزمة، حتى اصطدمت الخارجية بأزمة سياسية جديدة مع العراق بسبب مباراة في كرة القدم، بعد انسحاب فريق القوة الجوية العراقية من الملعب الذي احتضن اللقاء الذي جمعه مع مضيفه اتحاد الجزائر ضمن بطولة الأندية العربية. احتجاجا على ما وصفته مصادر عراقية بترديد الجماهير الجزائرية “شعارات طائفية تسيء” للشعب العراقي.

وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الاثنين، أنها استدعت السفير الجزائري في بغداد، وأعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان “عن استنكارها لسلوك بعض المغرضين من المتواجدين ضمن الجماهير الرياضية الجزائرية في مباراة نادي القوة الجوية العراقي المشارك في البطولة العربية، والتي أساءت بدورها إلى عمق العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين”.

وأضافت، “إذ تطالب الوزارة بتوضيح من الجهات ذات العلاقة عن هذا التصرف المدان، فإنها تستدعي سفير الجمهورية الجزائرية لدى بغداد لإبلاغه ومن خلاله إلى الحكومة الجزائرية برفض واستياء العراق حكومةً وشعباً وتذكّره بمسؤولية حماية المواطنين العراقيين المتواجدين في الجزائر والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة شعبنا العزيز”.

وبعد لحظات من انسحاب نادي القوة الجوية من المباراة، اشتعلت الأجواء على مواقع التواصل في فيسبوك وتويتر بين عراقيين وجزائريين، بعد ما جرى على أرض الملعب. كما عجت المواقع بتعليقات سياسيين ورياضيين بشان ما وقع، حيث كتب الإعلامي مصطفا الأغا معلقا ” قلتها وسأقولها دائماً أنا ضد الانسحاب من بطولة عربية وضد أي هتاف غير رياضي في مناسبة رياضية … اترك قناعاتك لنفسك واحترم ضيفك و بنفس الوقت ضد التعميم على شعب كامل بسب هتاف في ملعب ، الغلط لا يعالج بغلط”.

وذكر مغرد من العراق قائلا ” عام 2012 لعب العراق وسط طهران وفاز بنتيجة 2-0 عندها قامت الجماهير بسب العراق و تمزيق العلم العراقي ، لكن لم تحدث كل هذه الضجة ولم نرى عراقي تفوه بكلمة ولا بيان خارجية، لكن مع الجزائر قامت الدنيا ولم تقعد! ثرتم لأجل مذهبكم ولم تثوروا لأجل الوطن” وأضاف أخر “أخبروا إخواننا العراقيين أنا جمهورنا يشتم المسؤولين أسبوعيا في الملاعب الجزائرية ولكن ولا مسؤول منهم إنسحب!”

مقالات ذات صلة