الشرطة الروسية تعتقل مئات المحتجين على إصلاح نظام التقاعد

قالت جماعة حقوقية، إن الشرطة الروسية اعتقلت ما يربو على 1000 شخص يحتجون على خطط لرفع سن التقاعد الأحد، وفرقت مظاهرات تعترض على هذا التغيير الذي لا يلقى قبولا وقوض شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتمثل الاحتجاجات، التي نظمها زعيم المعارضة الروسي المسجون أليكسي نافالني ومؤيدوه، تحديا للسلطات التي كانت تأمل أن تكون هناك نسبة إقبال عالية على انتخابات محلية تجري أيضا الأحد، رغم تزايد الغضب جراء الخطوة المتعلقة بسن التقاعد.

وأظهرت لقطات للاحتجاجات، التي خرجت في أكثر من 80 بلدة ومدينة، استخدام قوات الشرطة للقوة أحيانا في تفريق المظاهرات وضرب المحتجين بالعصي. ورفضت السلطات إصدار تصاريح لمعظم التجمعات، واصفة إياها بأنها غير قانونية.

وقالت منظمة (أو.في.دي-إنفو) الحقوقية التي ترصد الاعتقالات، إن الشرطة اعتقلت 839 شخصا الأحد في 33 مدينة، من بينهم بعض من أقرب مساعدي نافالني.

وتسببت التعديلات، المطروحة على البرلمان، في تراجع شعبية بوتين نحو 15 نقطة مئوية، وهي أكثر الإجراءات الحكومية إثارة للاستياء منذ عام 2005 عندما تم إلغاء امتيازات تعود للعهد السوفيتي.
ويأمل نافالني في الاستفادة من الغضب العام جراء هذه الإصلاحات. وكانت السلطات منعت نافالني من الظهور في التلفزيون الرسمي ومن الترشح أمام بوتين في انتخابات الرئاسة التي جرت هذا العام.

وكان نافالني يعتزم قيادة الاحتجاجات في موسكو الأحد، إلا أن محكمة أدانته الشهر الماضي بانتهاك قوانين الاحتجاج، وقضت بسجنه 30 يوما في إجراء قال نافالني إنه يستهدف تعطيل الاحتجاجات.

وفي موسكو، حيث رفضت السلطات طلبا من مؤيدي نافالني لتنظيم احتجاج، تجمع نحو ألفي شخص في ميدان بوشكين، وفقا لتقديرات السلطات ومراسلي رويترز.

وردد بعض المحتجين: “روسيا ستكون حرة” و”بوتين لص”، في الوقت الذي طالبتهم فيه شرطة مكافحة الشغب بأن يتفرقوا وإلا ستلقي القبض عليهم.

وشاهد مراسل من رويترز اعتقال ثلاثة محتجين على الأقل في موسكو.

وقال نيكولاي بورودين البالغ من العمر 22 عاما: “حضرت إلى هنا للاحتجاج على سن التقاعد. يتحتم علي أن أعيش في هذه الدولة وأريد أن يكون لدي أمل في المستقبل وفي حياة كريمة وأنا في سن كبيرة”.

وقالت محتجة أخرى تدعى كاتيا شومنيكوفا (23 عاما)، إن السلطات “سرقت مستقبلي وعلينا أن نصلح ما حدث. أريد حياة أفضل لنفسي وأبنائي”.

وبعد التعديلات التي اقترحها بوتين، تنص الإصلاحات على رفع سن التقاعد بالنسبة للرجال من 60 إلى 65 عاما، وبالنسبة للنساء من 55 إلى 60 عاما. ومتوسط عمر الرجال هو 66 عاما والنساء 77 عاما.

وأجريت الأحد انتخابات لاختيار رؤساء بلديات 26 من 85 منطقة، بما في ذلك موسكو.

مقالات ذات صلة