هل يفور الدم في عروقنا

حاتم الكسواني

يتكرر في كثير من الافلام السينمائية  العربية والأجنبية صورة  حالة خوف الناس  ممن يملكون المال والسلطة والقوة الذين يوقعون الظلم والعسف على الجبناء والضعاف من  الناس وعلى الفقراء والمهمشين،  وهو أمر ينسحب على الدول أيضا  حيث نجد في أيامنا هذه  مثلا بأن  إسرائيل تتمادى في إعتدائها على أبناء غزة وإحتلالها للأراضي العربية في جنوب لبنان وسوريا وصولا إلى ريف درعا فحوض اليرموك ، كما نجد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يصرح بنواياه ضم كندا وجزيرة جرينلاند وقناة بنما للولايات المتحدة الأمريكية تماما وفق منطق الكاوبوي الأمريكي الذي يغزو ويقتل ويحتل دون حسيب أو رقيب .

يتم  هذا في ظل  صمت العالم  على  كل الجرائم والإحتلالات ووضع اليد على الموارد العربية في أكثر من دولة عربية ، وصمت العرب عن كل الظلم الذي يحيق بهم والذي يتمثل بإحتلال أراضي اوطانهم  و قتل أطفالهم وشيوخهم ونسائهم وتدمير ممتلكاتهم وتاريخهم وذاكرتهم الوطنية ، لدرجة أننا كدنا أن نبدو أمة بلا ماض او حاضر او حتى ملامح .

لكن الدراما تعالج هذا الأمر بنهاياتها التي غالبا ما  يفور الدم في عروق بطلها عندما يصل الحدث الدرامي إلى ذروة تأزمه بوصول حالة ظلم للبطل ومجتمعه  وأهل حارته  إلى أعلى درجاته و أشد حالات قهره  فتظهر قوته الجبارة الكامنة التي تتساوى فيها عنده حالة الموت مع الحياة ويقرر  المواجهة ليموت شهيدا او يعيش كريما مدافعا عن عزته وحريته منهيا حالة الظلم والإستكبار  التي عانى منها ردحا من الزمان .

ورغم قصص تراثنا الغني بالعبر إلا أننا لا نعتبر ، فنحن لم نعتبر من قصة الثيران الثلاثة الذين مكنوا الأسد أن يفترسهم بعد ان إنفرد بهم واحدا تلو الآخر لينتهي الأمر بآخرهم ” الثور الأحمر ” لأن يقول قولته المشهورة ” اكلت يوم اكل الثور الأبيض ” ،  ولا اعتبرنا من قصة الشيخ الذي جمع أبنائه وهو على فراش الموت  ليعلمهم بأن  العصى إذا إجتمعت يصعب كسرها  لكنها تتكسر بسهولة إذا تفرقت احادا  ”

تأبى العصي إذا إجتمعن تكسرا .. وإذا إفترقن تكسرت  أحادا

ورغم كل ماتعانيه المجتمعات والدول العربية إلا أن  الدم لم يفرْ في عروقنا ، ولم يغضب البطل فينا وتنبعث قوته الكامنة ليحطم غرور المحتل والمعتدى والبلطجي ويعيد الحق لأصحابه والأمن والفرح لأبناء مجتمعه ووطنه … فنحن ننتظر ذلك البطل وننتطلع إلى فورة الدم التي توقف إستخفاف الرئيس بايدن ومن بعده  ترامب وربيبهما الكيان الصهيوني فينا .

مقالات ذات صلة