من أجل عشر نيرات…. يوسف غيشان
نكتة متداولة حاليا على فيس بوك وأخواته من وسائل التواصل الاجتماعية…تقول النكتة- على فرض انها مجرد نكتة- أن خلافا نشأ بين اردني وزوجته، كان الرجل حضاريا، فقرر ان لا يتعنت ولا يفرض رأيه على شريكته في العناء.
اتصل الرجل بشركة استشارات عائلية، وطلب موعدا للحصول على الاستشارة مع زوجته لفض الخلاف العائلي.
قالت له الموظفة:.
-حسنا….. تعال غدا الساعة العاشرة صباحا، واحضر معك 100 دينار.
-ليش المية دينار..بلا مؤاخذه؟.
-هذا أجر تدفعة لشركتنا لقاء الاستشارة الواحدة.
-ول..ول ول أنا اصلا الخلاف بيني وبين مرتي ع عشر دنانير.
انتهى الاقتباس من الفيسبوك، لا بل تحوّل الى اقتباس من الواقع ..هكذا نحن يا شباب..هكذا تتصرف بعض حكوماتنا وهيئاتنا، والخلوات الحكومية ليست بعيدة عنا، حيث كانت تجري خلوات لتحديد نسب الفقر في الشونة الجنوبية مثلا، وتكون تكاليفها المالية قادرة على بناء مشروع تشغيلي واستثماري يخفف نسبة الفقر الى النصف.
البيروقراطية الأمريكية الحكومية معروفة في العالم، وقد انتقلت الى اوروبا والعالم، وانتقلت لنا بحذافيرها، او نقلناها الى انفسنا لاعتقادنا انها الفكرة الأفضل. حيث تقوم الحكومة الأمريكية هناك او احد الأحزاب بالحصول على تمويل لنشر الديمقراطية مثلا، فيقومون باجراء الدراسات والأبحاث وتعيين الخبراء والموظفين الكبار، وينقلون مشاريعهم الى العالم ويحمّلون الحكومات النامية اجميلة بمشاريع دمقرطة المجتمع مثلا، وينتهي المشروع وهو مجرد دراسات وأبحاث تفقد قيمتها خلال سنة واحدة في عالم متغير.
الأحزاب الأوروبية تعلمت القصة وصارت تستخدمها لتخفيف الضرائب، عن طريق مشاريع مساعدة خارجية….وهذا حقهم في عالم مبرطع و(بتارع) من كثر المصاري….. لكن ليس من حقنا فعل ذلك في بلد يحتاج الى استخدام القرش على الوجهين.
طبعا تعرفون جميعا بعض المشاريع الأردنية التي يتم دفع الملايين للقيام بالدراسات والأبحاث من مؤسسات عالمية وتكلفنا الملايين ، ثم يتم اهمالها، قبل ان يهملها الزمن..وهي اكثر من ان تعد.
الزوح الأردني رفض دفع 100 دينار لمؤسسة استشارية من اجل ان ينهي خلافا مع زوجته على عشرة دنانير ..وخيرا فعل.
هل تفعل حكوماتنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.