مجرّد فروقات!.. أحمد حسن الزعبي

لا أدري كيف فات كل رؤساء الوزراء السابقين أن يهتدوا إلى بلاغة وحصافة ونباهة وزيرة الطاقة الحالية في الإجابة على الأسئلة الملحّة والمقلقة والموجعة عند المواطنين، وبالتالي أتمنى أثناء حملة التنقلات القادمة في الحكومة أن تنتقل وزيرة الطاقة إلى مكان الناطق الإعلامي باسم الحكومة لأن ما تملكه الأولى من حجة في الإقناع قادر على أن “يخشش اكبر اقتصاديات العالم في الحيط”!.

ترفض معاليها أن يسمّى بند فرق أسعار المحروقات المضاف إلى فاتورة الكهرباء بــ”الضريبة” وإنما هو مجرد فروقات خاضعة للارتفاع والانخفاض حسب الغاز المسال!..”شفتوا”؟؟ هذه ليست ضريبة وإنما مجرد فروقات تافهة سببها الغاز المسال لعنه الله…على أساس الفروقات “حلو نعنع” أو “قمبز” معاليك؟ ..

هذه الفروقات مطلوب مني أن أدفعها قبل قيمة الاستهلاك زوراً وبهتاناً وسرقة علنية، ولا شان لي بتعهّدات الحكومة لإبقاء شركات توزيع الكهرباء الخاصة تربح مدى الحياة على ظهري ..ثم ما تعريف الوزيرة للضريبة حتى ترفض تسميتها؟؟..ضريبة المبيعات ترتفع وتنزل حسب قيمة الاستهلاك..ضريبة الدخل ترتفع وتنزل حسب الدخل..أي شي إذا طلع ونزل ببطل يصير ضريبة؟؟ هل نستطيع أن ننفي عن الجبايات السابقة صفة الضريبة حسب تعريفك الفذّ !..

كلام الوزيرة يشبه تماماً ، أن يتمدد مريض في قسم الطوارئ وهو يعاني من ضغط مزمن ولم يترك علاجاً الا وجرّبه ويعرف الأسماء الأجنبية والتركيبات الكيمائية و يتجنب الموالح والحوامض ومع ذلك ضغطه 160/110 فيصدمه الطبيب المتدرّب بأنه “حجي انت ما معك ضغط”!…لعاد شو يا بنيي!!..معك فروقات خاضعة للارتفاع والانخفاض!! يرفع المريض رأسه ويسأله : يعني شو؟؟…الطبيب الشاب: يعني إذا أكلت مالح شربت قهوة زعلت برتفع..!! يعني معي ضغط؟ لا…إحنا بنحب نسميه فروقات خاضعة للارتفاع والانخفاض..
**
على أي حال لماذا تجمّلون القبيح وهو في وظيفته قبيح لا في شكله..يعني الخازوق لو دُهن باللون النهدي او الزهري ووضع في منتصفه “شكلة ورد” هل سيصبح سيخ كباب ؟؟ أم “راحة تركية”! بالتأكيد سيبقى خازوقاً ملعون حرسي ..لأن وظيفته ” ….” حتى لو زيّن بكل مكياجات الدنيا ..فاللون والتسمية لا تلطّف من الوجع!..
طيب ما المطلوب منكم كحكومة؟..أن تكونوا صادقين مع أنفسكم ، الا تعتقلكوا ضمائركم وتضعوها في غرفة معتمة..وأخيراً والأهم أن تحترموا عقولنا..نحن أردنيون يا جماعة..مثقفون متعلمّون نعرف كل شاردة وواردة احنا “بنكحّل الصيبانة”..فلا تضحكوا علينا..لأننا سنضحك منكم طويلاً طويلاً…

مقالات ذات صلة