إنها اكثر من إبادة

كتب حاتم الكسواني

بين كل أشكال الإبادة التي تقترفها قوات الكيان الصهيوني يمكن رصد مجموعة منها كالإبادة الصحية التي تستهدف المؤسسات والكوادر الصحية ” المستشفيات والمراكز الصحية والاطباء والممرضين والصيادلة والمسعفين ” والإبادة الحضرية التي تستهدف المؤسسات و الأسواق والمولات والمتاجر والفنادق والمطاعم و المباني السكنية والحدائق و مدن الملاهي والمقاهي والساحات وكل الأماكن التي تؤشر على وجود أشكال للحياة على أرض غزة .
ومن أشكال الإبادة الحاقدة التي مارسها العدو الصهيوني ضد أهل غزة الإبادة الإعلامية التي استهدفت كل المؤسسات الإعلامية داخل قطاع غزة من محطات راديو ومحطات تلفزة ومختلف أشكال الصحف والإصدارات المطبوعة والألكترونية ، واستهداف الكوادر الصحفية الذين فاق عدد الذين أستشهدوا منهم 180 صحفيا غزيا بهدف تكميم الأفواه وتعمية الحقيقة وتغييب صورة الإبادة التي يقترفها الجيش الصهيوني على أرض غزة .
واستهدف العدو الصهيوني تدمير خزانات المياه المركزية وابار المياه وخطوط إمدادها للموطن الغزي ، كما أستهدف تجريف الأراضي والمؤسسات والأسواق،الزراعية بهدف إنجاح سياسات التعطيش و التجويع التي أعلن عنها .
وعمل العدو الصهيوني وجيشه الهمجي على تدمير المؤسسات الرياضية ”  النوادي والملاعب و المؤسسات كما استهدف الرياضيين الغزيين الذين قضوا شهداء في عملية الإبادة الجماعية التي تم تنفيذها من قبله ضد السكان  هناك .
وقد كان من أخطر أهداف الإبادة الجماعية للعدو الصهيوني الإبادة التعليمية التي تمثلت بتدمير كل المدارس ، والمعاهد ،  ومراكز التعليم ، والتدريب الأكاديمي والمهني ، والجامعات بصورة مقصودة وممنهجة بالإضافة إلى ما ادت إليه عملية الإبادة البشرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي الصهيوني بطائراته ودباباته ومدافعه وصواريخه الثقيلة من قتل وتقطيع آلاف الطلبة من سن الطفولة إلى الجالسين على مقاعد الدراسة الجامعية من الجنسين .

أيضا سجلت عملية الإبادة الشاملة التي خططت لها ونفذتها العقلية الصهيونية المريضة تنفيذ شكل من اشكال الإبادة التترية التي تمثلت  بما يمكن أن نطلق عليه

” الإبادة الثقافية ” التي استهدفت تدمير كل المعالم والمؤسسات والاماكن التي تشكل تاريخ وثقافة غزة وسرقتها او مسحها عن وجه الأرض حتى تبدو غزة كمكان لم يشهد الحياة في أي زمن قبل زمن الإبادة فمثلا قام الإحتلال بتدمير المسجد العمري الكبير الذي يعتبر اقدم معالم غزة وثالث اكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى ومسجد الجزار في عكا ، كما دمر الإحتلال المسجد الصغير ، ومسجد المحكمة ومسجد مقام رأس الحسين في عسقلان ،  وكل مساجد قطاع غزة فتلك المساجد كانت شاهدا على عصور الحضارة التي مرت بها غزة وهي أيضا  من قامت بتربية الأجيال الغزية  على قيم الجهاد والتضحية وحب الوطن والتمسك بالحرية ، ناهيك عن تدمير الجيش الهمجي للعدو الصهيوني للمقامات القديمة التي تزخر بها مدينة غزة ، كما قصد تدمير و طمس شواهدها .
ولم تسلم كنائس غزة ومؤسساتها الصحية  من التدمير أيضا فدمر الإحتلال  الكنيسة المعمدانية والمستشفى التابع لها .
ودمر العدو الصهيوني 20 مركزا ثقافيا كان من أشهرها وأهمها مركز التخطيط الفلسطيني ، ودمر  أكثر من 146بيتا أثريًا من بيوت غزة  .
كما دمر الإحتلال 90 مكتبة من مكتبات غزة ،  واتلف أو سرق  أكثر من 800 مخطوطة من مخطوطات غزة ، بصورة تستحضر في أذهاننا دخول المغول إلى بغداد عام  1258م وتدمير مكتبتها بإلقاء محتوياتها من الكتب في مياه دجلة .
نعم انه الحقد الصهيوني على ماحققه أبناء غزة من تقدم في مجالات العلوم الطبية والهندسية ومجال الصناعات العسكرية التي شكلت أدواتهم التي استخدموها في معركة طوفان الأقصى و مقاومة قوات الإحتلال الصهيوني داخل مناطق قطاع غزة  ، وما حققوه من إستصلاح زراعي  سد حاجات القطاع من السلع الزراعية والغذائية طوال رزوح غزة تحت الحصار .
وإيغالا في إنتقامه من العلماء والعقول الغزية فقد استهدف العدو الصهيوني الكوادر البشرية المبدعة في قطاع غزة فأغتال عشرات من العلماء والأساتذة الجامعيين و 25 كاتبا فلسطينيا و30 فنانا تشكيليا و10 موسيقيين ، كما دفع الإحتلال الصهيوني  أكثر من  200 كاتبٍ و50 فنان غزي إلى النزوح من غزة  .
إذن هي عملية إبادة جماعية نفذها الجيش الإسرائيلي الصهيوني بكل نازية وهمجية دون أن يحسب حساب المواثيق والقوانين الدولية ولا مؤسسات ومنظمات وهيبة  هيئة الأمم المتحدة التي صوت مجلس نوابه ” الكنيست ” مؤخرا بمنع منظمة  الأمم المتحدة لرعاية وتشغيل  اللاجئين الفلسطينيين ” الانروا ” من مزاولة أعمالها داخل الأراضي الفلسطينية .
هي عملية إبادة شاملة طالت كل القطاعات وكل أشكال الحياة واسبابها ، وبكل عنصرية وحقد ديني تلمودي ودون أن يرمش لأفراد جيشه التتري اي جفن  … فإنها أكثر من إبادة

مقالات ذات صلة