التغطية الإعلامية العربية بين المهنية والتبعية

يحيى بركات

“في ظل العدوان المتواصل على غزة ولبنان، تتسابق القنوات الفضائية العربية لتقديم تغطية للأحداث.
لكن هل هي تغطية مهنية محايدة حقًا ؟

يستخدمون لغة منمقة وأسئلة ملتوية ليصرفوا الأنظار عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينين المدنيين الأبرياء.
يختارون محللين اسرائيلين محترفين في التضليل لتبرير العدوان ،
لا أفهم كيف تستضيف هذه القنوات المجرم الفاشي العنصري ليتحدث ويبرر جرائم الحرب التي يرتكبها،
وكأن دماء الأبرياء من الأطفال والنساء الفلسطينين لا تساوي شيئًا .
لقد تحولت شاشات القنوات الفضائية إلى ساحة معركة إعلامية ، بعيدة كل البعد عن المهنية، فبدلًا من أن يكونوا صوتًا للمظلومين ، للشعب الفلسطيني المقهور الرازح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه اللصوص القتلة،
يصبحون أداة في يد القوى الغربيه الصهيونيه التي تسعى لتشويه الحقائق وتبرير العدوان الإسرائيلي الأمريكي .

يختارون بعناية كلماتهم وأسئلتهم ليخدموا أجندات سياسية بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب الفلسطيني
ومقاومته الباسلة للإحتلال الاسرائيلي.

إننا نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المشروعة للاحتلال وحقه في تقرير المصير والتحرر والاستقلال ، وندين كل أشكال التطرف و الإجرام والمجازر والمذابح والمحارق والابادة الجماعيه التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم من قبل البيت الأبيض ودول الغرب الصهيوني ، كما ندين بشدة التحيز الإعلامي الذي يصور الصراع على أنه صراع ديني  او صراع بين الخير والشر ، أو صراع على أرض متنازل عليها  ، بدلًا من تصويره على حقيقته  بانه صراع بين محتل استعماري احلالي فاشي عنصري استيطاني ، وبين شعب  ذو تاريخ وتراث عريق على ارض وطنه فلسطين ، شعب يرزح تحت نير هذا الاحتلال منذ 75عام يمارس ضدة كل اوجة القمع والقتل والفصل العنصري ”  الابرتايد ” .
شعب ومنذ احتلال وطنه فلسطين وهو يقاوم ويقدم التضحيات الجسام لنيل حريته واستقلاله .

إن هذا التحيز الإعلامي لسردية الغرب الأمريكي والبريطاني لا يخدم إلا مصالح الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ، ويضر بالقضية الفلسطينية ، وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقله.
فبدلًا من أن يوحد الشعوب العربية، يزيد من الانقسام بينها ،  ويدخل المنطقه في صراعات دينيه طائفية ومذهبيه ويضعف الموقف الوطني الفلسطيني.
إنني ادعو الإعلاميين العاملين في هذه القنوات الضغط على مسؤولي هذه القنوات لاحترام عقل المشاهد العربي بشكل عام ، والفلسطيني واللبناني الذي  يتعرض لهذه الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص .
إنني أدعو  الإعلاميين الى تحمل مسؤولياتهم الاعلاميه الوطنية والأخلاقية والمهنيه ، والعمل على تقديم تغطية موضوعية وحيادية للأحداث بعيدا عن السردية الغربية الصهيونيه التي تحمل ايران مسؤلية هذا الصراع بدل عن كيان الاحتلال الاستعماري العنصري الصهيوني التوسعي ،
عليكم أحترام حق الجمهور العربي في الحصول على المعلومات الصحيحة بعيدا عن تحليل ضيوفكم رجال الاستخبارات الإسرائيلين .

مقالات ذات صلة