ع بلاطه ; نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا… وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
حاتم الكسواني
عطفا على تفجيرات بيروت المتتابعة خلال يومين متتاليين فإننا نستهجن الهجوم على جرائم إسرائيل ضد المواطنين اللبنانيين ودعوة المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان أن تقف في وجه جرائمها التي تصنف كجرائم حرب .
ونتسائل:
هل وقف العالم أمام جرائم إسرائيل في غزة ، ام أنه كان على الدوام ساعد لإسرائيل في هجمتها الشرسة على الأمة العربية ؟!
ما دلالات وصول كل هذه الأجهزة الملغمة لأيدي المقاومين والمواطنين المدنيين والمؤسسات الخدمية غير دلالات الخيانة والإهمال واللامبالاة وعدم التدقيق والشك … نعم الشك ، فعندما تكون في حالة حرب مع عدو غدار يجيز لنفسه استخدام كل الوسائل اللا اخلاقية الممكنة لتحقيق التفوق والسيطرة على عدوه لابد أن تتمتع بالشك في كل مايتعلق بإدارة المعركة مع عدوك .. فالشك يجعلك أكثر حرصا وتدقيقا وتبصرا ومراجعة لكل قراراتك .
ونحن نستغرب كيف تصل أجهزة ملغمة من مصادر غير موثوقة اولا .. مصطفة مع عدوك ثانيا … مرت بسلاسل توريد متعددة ” المصنع. وكيل البيع الخارجي ، الشحن البحري أو البري أو الجوي ، وكيل البيع المحلي ، التخزين ، النقل للمشتري، مسؤول التخزين والتوزيع لدى المشترى ” ولا تشك بإحتمال أن يكون بينها طرف واحد خائن وانت جهة مستهدفة من عدو خطير يتقن تجنيد الخونة، ويملك التكنولوجيا التجسسية المتقدمة ، بل أنه مصدرها وموزعها …. ثالثا .
بصراحة ما يجري من تفجيرات للأجهزة اللاسلكية وبطاريات السيارات المعدة مسبقا للتفجير تقنيا نلام عليه وينذر بخطر تكرره في دول عربية أخرى ، فنحن مستهدفون بالقتل والموت الذي بشر به هنري كيسنجر قبل رحيله ، إذ بشر بحرب عالمية ثالثة أكثر من سيذوق الموت فيها هم العرب … وعليه يجب علينا أن نتداعى لدراسة الأمر وتدقيقه وفحصه والشك فيه ، فقد آن أوان أن نعمل بوحدة ، وبروح جماعية :
تأبى العصيُّ إذا اجتمعنَ تكسراً .. وإذا افترقنَ تكسَّرتْ آحادا
وبصراحة أيضا صعب عليك أن تحمي نفسك من كل هجمة وأن تعيش في بلدك وسط بيئة طائفية تعادي فيها كل طائفة الطائفة الأخرى و تسهل على عدوك النيل منك
وعليه …، وع.بلاطه نقول بأن العيب فينا وفي أدائنا وفي عدم إخلاصنا ووفائنا وعدم وطنيتنا وانتمائاتنا الشائهة ولغير الوطن التي تمكن عدونا من تجنيد خونة من أبناء جلدتنا ، فيصح فينا قول الإمام الشافعي :
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا… وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا