ماذا بعد المس بإستقرار ” أونروا “

أعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لقرار واشنطن إنهاء التمويل الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا”.

وقال “استيفان دوغريك” المتحدث الرسمي باسمه “إن “أونروا تتمتع بالثقة الكاملة للأمين العام”.

وأضاف أن “المفوض العام بيير كراهينبول قاد جهودًا سريعة ومبتكرة للتغلب على الأزمة المالية غير المتوقعة التي واجهتها أونروا. ووسعت قاعدة المانحين، ورفعت تمويلًا جديدًا كبيرًا، واستكشفت طرقًا جديدة للدعم، واتخذت إجراءات إدارية داخلية استثنائية لزيادة الكفاءة وخفض التكاليف”.

وذكر البيان أن “الولايات المتحدة الأمريكية كانت تقليديا أكبر دولة مساهمة في أونروا ونحن نقدر دعمها على مر السنين. خاصة وأن أونروا توفر الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وتسهم في الاستقرار في المنطقة”.

وأكد أمين عام الأمم المتحدة في بيانه الذي صدر في وقت متأخر مساء الجمعة أن “أونروا تتمتع بسجل قوي في توفير خدمات تعليمية وصحية وغيرها من الخدمات الأساسية عالية الجودة وذلك في ظروف صعبة للغاية، للاجئين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها”.

كما  وجه العديد من الجهات الفلسطينية على اختلاف آرائها ومواقفها السياسية انتقادات شديدة للإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، على خلفية الكشف عن قرارها الأخير القاضي بوقف الدعم المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» بشكل كامل، في سياق عملها المعلن لإلغاء «حق العودة».
و دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور صائب عريقات، المجتمع الدولي إلى التمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية، واعتبار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين، والإفراج عن الأسرى استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة كـ «أساس لصناعة السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة».  البلدان الأخرى المساعدة في سد الفجوة المالية المتبقية، حتى تتمكن أونروا من الاستمرار في تقديم هذه المساعدة الحيوية، فضلاً عن الشعور بالأمل لدى هؤلاء السكان المستضعفين”.

أما على الصعيد الأردني فقد  عقد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي والمفوض العام لوكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين “الاونروا” صباح يوم الخميس مؤتمرا صحفيا بمقر وزارة الخارجية، بعد اجراء الطرفين لمباحثات ثنائية تتناول اساسا قضية الاونروا وما تتعرض له من ضغوط مالية تؤثر على عملها والتزامها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

يشار الى ان الاردن يحشد حاليا لعقد مؤتمر دولي في نيويورك لتأمين دعم للوكالة الأممية، بحيث يقام على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وعلى الصعيد الإسرائيلي  يرى الكاتب العبري نداف شرغاي أن هناك مخاوف إسرائيلية من أن تسفر الإجراءات ضد الأونروا عن أحداث من المظاهرات الشعبية، وتصعيد في العمليات المسلحة، بسبب تضرر اللاجئين الفلسطينيين من إجراءات أمريكية قادمة في المنظمة.

وقال شرغاي رغم أن هذه المنظمة تعمل على تخليد قضية اللاجئين الفلسطينيين، ونقلها من جيل إلى جيل، وتوريثها من مرحلة لأخرى، الا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تبحث عن الهدوء، اذ إنها ترفض أن تتسبب أي إرباكات في عمل الوكالة في أحداث من الفوضى الأمنية”.

ونقل الكاتب عن عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة الأمنية والسياسية بوزارة الحرب أنه “عمل منذ العام 2000 ضد أي مساس بالأونروا، ثم اجتهد من خلال علاقته مع السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن لإحباط أي مبادرات أو مشاريع قوانين في الكونغرس ضد الأونروا، لاعتقاده بأن الأونروا منظمة سيئة، لكن حماس أكثر سوءا”.

واشار إلى أن “كبار العاملين في مكتب منسق شؤون المناطق الفلسطينية بوزارة الحرب الإسرائيلية يعملون ضد أي اقتراب من الأونروا، رغم أنهم يرون فيها ظاهرة سيئة في أقل الأحوال، لكنهم يعتقدون في الوقت ذاته أن اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون على ما تقدمه الأونروا من مساعدات مالية وتمويل أجنبي”.

ويقول رئيس مركز أبحاث السياسات في الشرق الأوسط الإسرائيلي إشدود بادين، إن “المشرّعين الأمريكين حصلو على أوراق وأبحاث إسرائيلية للمناهج الدراسية والفعاليات التي تشهدها مدارس الأونروا والتي تبث الكراهية ضد وتحرض على العنف، و حق العودة، وتأبيد الصراع″.

ولفت شرغاي إلى “أن المستوى السياسي في تل أبيب حافظ على الهدوء هذا الأسبوع مع تزايد الجهود الأمريكية المناوئة للأونروا، باستثناء مساعدة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي التي أكدت بأن الوقت حان كي تخرج المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بموقف موحد ضد الأونروا، باعتبارها منظمة ضارة مسيئة”.

وختم الكاتب مقاله بالعودة إلى بادين الذي اقترح إجراء إصلاحات إدارية داخلية في الأونروا، بدلا عن تفكيكها.

ونقل عنه القول “إسرائيل لا ترى حتى اللحظة بديلا للأونروا، وإن المس بها من شأنه إشعال المنطقة لأن الأمر يتعلق بقضية اللاجئين ومن سيغلق الأونروا اليوم، سيتلقى حماس بدلا منها، فالفراغ لن يستمر طويلا”.

وأعلنت الإدارة الأمريكية الجمعة أن الولايات المتحدة لن تموّل بعد اليوم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان، إن “الولايات المتحدة لن تقدّم بعد اليوم مزيدا من الأموال” لهذه الوكالة “المنحازة بشكل لا يمكن إصلاحه”، متهمة الأونروا بأنها تزيد “إلى ما لا نهاية وبصورة مضخّمة” أعداد الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم وضع اللاجئ.

 

مقالات ذات صلة